شرعيةٌ لا شرعيةَ لها
رأي المشهد العربي
طال أمد الحرب أكثر مما يطاق، واستعرت الأزمة الإنسانية على نحو غير مسبوق، والمسؤولية هنا لا تقتصر فقط على المليشيات الحوثية لكن تتقاسمها أيضًا حكومة الشرعية المختَرقة من قِبل حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي.
الواقع الراهن أثبت مدى الورم السرطاني الذي يمثله الاختراق الإخواني لحكومة الشرعية، هذا النفوذ الذي شوه بوصلة الحرب كثيرًا، ووقف معرقلًا لقدرات التحالف العربي على حسم الحرب.
فقدت حكومة الشرعية شرعيتها بعدما توارت وراء هذه العباءة، وسلكت مسلكًا خبيثًا، قام على علاقات مشبوهة مع المليشيات الحوثية الإرهابية، وهي علاقات تضمنت تسليم مواقع استراتيجية وتجميد مواقع أخرى، وفي المجمل تسبب ذلك في تشوه كبير أصاب مجريات الحرب على مدار السنوات الماضية.
في الوقت نفسه، صبّت حكومة الشرعية عداءها ووجهت إرهابها تجاه الجنوب وشعبه وذلك من خلال سلسلة لا تتوقف من الاعتداءات والجرائم التي ترقى إلى كونها جرائم حرب وضد الإنسانية.
بالتزامن مع كل ذلك، كانت حكومة الشرعية تترك أراضيها أمام الحوثيين يسرحون فيها ويمرحون كما يحلو لهم، تمامًا كما ورد في قصة عربية قديمة، كان بطلها عواد الذي باع أرضه.
سياسيًا لم يغب عبث الشرعية، فالحكومة المخترقة إخوانيًا مارست كثيرًا من الخروقات لبنود اتفاق الرياض الموقّع بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، ذلك المسار الذي هدف إلى ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، لكنّ الخروقات الإخوانية أفشلت هذا المسار، على الأقل حتى الآن.
عبث الشرعية الحاد لا يقتصر على ذلك، فالحكومة متورطة في ارتكاب الكثير من وقائع الفساد، والتي يرتكبها في الغالب عناصر تابعة لحزب الإصلاح الإخواني، ممن يتولون مناصب مهمة في هيكل الشرعية.
يُشير كل ذلك إلى أنّه من الضروري استئصال النفوذ الإخواني من معسكر الشرعية، إذا ما أُريدَ إنقاذ اليمن مما هو غارق فيه، وحماية المنطقة برمتها مما يُحاك ضدها من الشر.