قوافل الجنوب الغذائية.. شعب واعٍ يدعم أبطاله الأشاوس
تمثّل القوافل الغذائية التي يُسيِّرها الجنوبيون لقواتهم المسلحة خير تعبير عن حجم التلاحم الكبير الذي يجمع بين الشعب والجيش، في مواجهة الإرهاب المسعور الذي يتعرّض له الوطن.
أحدث هذه القوافل التي سيرها الجنوبيون حملت رمزية كبيرة، كونها أطلق عليها اسم الشهيد نبيل القعيطي الذي نالته يد الغدر الإخوانية الغادرة قبل أيام، في واقعة أثارت كثيرًا من الغضب وقوبلت بكثيرٍ من الإدانة.
القافلة الجديدة سيرها أبناء الجالية الجنوبية في مدينة تبوك بالمملكة العربية السعودية، وهي قافلة غذائية متنوعة باسم الشهيد القعيطي، دعما للقوات المسلحة الجنوبية في أبين.
تجسِّد هذه الواقعة حالة التكاتف بين الشعب الجنوبي وقواته المسلحة، وهو أحد أهم الركائز التي يتم الارتكان عليها في مواجهة المؤامرة التي تُحاك ضد الجنوب، من قِبل التنظيمات المتطرفة التي تتآمر على الوطن.
ويملك الجنوب قيادة سياسية محنكة، وقوات مسلحة باسلة وشعبًا واعيًّا، وهي ثلاثة أضلاع لمثلث قوة الجنوب تتكاتف جميعها في مواجهة التحديات التي تحاصر الجنوب من أكثر من اتجاه في الفترة الأخيرة.
الجنوب يملك قيادة سياسية واعية، ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يحمل على كاهله مسؤولية الحلم الجنوبي الكبير، وهو استرداد الدولة وتحريرها سواء من الاستهداف الحوثي أو الاستهداف الإخواني، وقد كان المجلس عند المأمول منه بعد مشاركته الفعالة في المحادثات التي أفضت إلى اتفاق الرياض.
كما نجح المجلس في نقل القضية الجنوبية إلى الصعيدين الإقليمي والدولي، كما استطاع أيضًا أن يجعل الجنوب جزءًا من الحل السياسي الشامل مما سيضع الحلم الجنوبي على الطاولة، وصولًا إلى اتخاذ خطوات فاعلة على الأرض من أجل تحقيق هذا المطلب الشعبي العام، المتمثّل في فك الارتباط عن الشمال.
"الضلع الثاني" في مثلث القوة الجنوبي يتمثَّل بالقوات المسلحة الجنوبية، أسود الميدان الذين كانوا على قدر المسؤولية، سواء في مواجهة العدو الحوثي أو العدو الإخواني، وهما عدوَّان استهدفا السيطرة على الجنوب واحتلال أراضيه.
القوات المسلحة الجنوبية استطاعت على مدار سنوات أن تدحر المليشيات الإخوانية ونظيرتها الحوثية، لتؤكّد أنّ للجنوب درعًا تحمي الأرض وسيفًا يصون أمن الوطن، وقد أثبتت القوات الجنوبية شراكتها مع التحالف العربي في الحرب على المليشيات الحوثية، على عكس حزب الإصلاح المخترِق لحكومة الشرعية، والذي ارتمى في أحضان المليشيات وكبّد التحالف تأخُّر حسم الحرب.
الضلع الثالث وهو الأهم في "مثلث القوة"، وهو وعي الشعب الجنوبي والتفافه حول قيادته السياسية وإدراكه حجم التحديات الراهنة، وهو على استعداد تام لتقديم كل التضحيات فداءً لوطنه وتحقيقًا لحلمه الكبير.
ويمكن القول إنّ تكاتف هذه الأضلاع الثلاثة ولُحمتها أمرٌ كافٍ من أجل صد كافة المؤامرات التي تُحيط بالجنوب من كل اتجاه، على كافة الأصعدة، لا سيّما سياسيًّا وعسكريًّا.