الجنوب يدحر الحوثيين في الحشاء.. للوطن أسودٌ تحميه
في الوقت الذي تتصدّى فيه القوات المسلحة للعدوان المسعور الذي تشنه المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية، فإنّ الجنوب لم يغفل الجانب الآخر من المعركة المتمثّل في مواجهة المليشيات الحوثية.
وأوقعت القوَّات المسلحة الجنوبية، خسائر ثقيلة في صفوف عناصر المليشيات الحُوثية شمال شرق مديريَّة الحشاء.
واشتبكت القوات في معركة عنيفة، لصد أوسع هجوم شنَّته مليشيا الحُوثي على مواقع الحَرّة في قطاع حبيل يحيى بمديرية الحشاء شمال محافظة الضالع.
وزحفت المليشيات الحُوثية، المدعومة إيرانيًّا، باتّجاه مواقع الحَرّة، وردعتها القوات المسلحة الجنوبية بكثافة نيرانية كبيرة من سلاح المدفعية والعربات القتاليَّة طراز (بي إم بي) وأسلحة رشاشة عِيار 23 ملم، ما أدى إلى انهيار هجومها.
ويمكن القول إنّ الانتصارات الجنوبية المتتالية ضد الحوثيين تبرهن أنّ الجنوب يبذل جهودًا مضنية في سبيل مكافحة الإرهاب، وهي حقيقة راسخة حاولت المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية النيل منها.
في الوقت نفسه، فإنّ مثل هذه البطولات تُظهر ما يمكن اعتبارها "عينًا حمراء" لكل من تُسوّل له نفسه محاولة النيل من أمن الجنوب وشعبه، وهي بالتأكيد رسالة وصلت لكل المتربصين بالوطن.
يبرهن على ذلك النتائج المذهلة التي قدّمتها بطولات القوات المسلحة الجنوبية في مواجهة المليشيات الحوثية، وما أظهرته من قدرة على صد الأعداء وطرد المتآمرين على الجنوب وتكبيدهم خسائر فادحة في مختلف الجبهات، وفي مقدمتها محافظة الضالع.
كما أنّ هذه الانتصارات تؤكّد أنَّ الجنوب يقف في خندق واحد إلى جانب التحالف العربي لمكافحة التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها المليشيات الحوثية.
وفي الوقت الذي تُسطِّر فيه القوات الجنوبية هذه الملاحم البطولية ضد الحوثيين، فإنّ حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني تواصل الانبطاح أمام المليشيات الموالية لإيران على مختلف الأصعدة.
وتواصل حكومة الشرعية طعن التحالف بـ"خنجر الخيانة" إما عبر الخسائر "السهلة" أمام الحوثيين، أو تسليم المليشيات مواقع إستراتيجية، كما أنّ الأمر لا يتعلق فقط بتسليم الأراضي، بل عملت "الشرعية" كذلك على تدعيم الأسلحة الثقيلة للحوثيين، وهي أسلحة قدّمها في الأساس التحالف العربي للحكومة من أجل محاربة الحوثيين، لكنّها قدّمتها للمليشيات.
وهناك تقاطع وتقارب في المصالح بين المليشيات الحوثية وحكومة الشرعية، فالأخيرة لا تريد حسم المعركة كونها تحقق مكاسب كثيرة من الوضع الراهن، لا سيّما أنّ مصالح قادة هذه الحكومة خاصة الإرهابي علي محسن الأحمر لا تزال قائمة في مناطق الحوثي وتدر عليه الكثير من الأموال.