الذهب يفوز بجذب المستثمرين في ظل جائحة كورونا
في ظل الجائحة المتفشية بالعالم يتسابق الدولار والذهب في جذب المستثمرين كملاذات أمنة، حيث سجلت أسعار عقود الذهب الفورية بالوقت الحالي عند 1745 دولارا للأونصة (الأوقية)، وهو أعلى مستوى منذ 8 سنوات وبالتحديد منذ أكتوبر 2012، مدعومة بتخوفات اقتصادية عالمية وضعف حاد في الطلب.
وبدأت أسعار الذهب العالمية مطلع الألفية الجديدة عند متوسط سعر 283 دولارا للأونصة، وهو سعر يقل بنسبة 40% عن متوسط سعرها في تسعينات وثمانينات القرن الماضي، بحسب البيانات الرسمية.
وظلت الأسعار تسجل مسارا صاعدا منذ عام 2001، عند متوسط 320 دولارا ثم 370 دولارا كمتوسط في عام 2002، وهو وقت شهد فيه الدولار الأمريكي تذبذبا مع توجه أصور إلى صناديق الاستثمار المقومة باليورو الأوروبي.
وتجاوز سعر الأونصة مبلغ 400 دولار في 2004، للمرة الأولى منذ عام 1989، مع ارتباك الدولار بفعل الحرب على العراق والوجود الأمريكي في الشرق الأوسط خاصة أفغانستان، والتوترات التي رافقت الحرب على العراق.
وواصل المعدن الأصفر صعوده المتواصل ليسجل 500 دولارا كمتوسط في 2005، قبل أن يتجاوز 600 دولار للأونصة في 2006، بفعل هبوط الدولار وارتفاع وتيرة الاستثمارات المقومة بالذهب، في فترة كان فيها الاستثمار العالمي يسجل مستويات نمو قياسية خاصة في آسيا.
في فترة 2006 و2007 التي سجل فيها الذهب سعر 780 دولارا، كان هناك إقبال عالمي على بناء الاحتياطات الدولية من المعدن الأصفر، وارتفاع في وتيرة الصناعات التكنولوجية التي يدخل المعدن الأصفر في تصنيعها.
وحتى النصف الأول 2008، تجاوز سعر الأونصة 950 دولارا قبل أن يتراجع إلى متوسط 800 دولارا مع صدمة الأزمة المالية العالمية، ثم استأنفت الأسعار صعودها مع تأثر الدولار سلبا من الأزمة، لتتجاوز الأونصة حاجز 1000 دولار في 2009.
ولم تتوقف الأسعار عند متوسط 1000 دولار، وبلغت 1300 دولارا في 2010، مع ظهور التبعات السلبية للأزمة المالية العالمية خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا، وتدافع الاستثمارات للتجاور من الصناديق المقومة بالعملة الأمريكية.
وفي الربع الأخير من عام 2011 بلغ سعر الذهب أعلى مستوياته على الإطلاق عند متوسط 1813 دولارا للأونصة الواحدة، مع ظهور تقارير من صندوق النقد الدولي واقتصادات عالمية كالولايات المتحدة، باحتمالية ضعف أكبر في الدولار.
وظلت أسعار الذهب تراوح بين 1800 - 1550 حتى الربع الأول من عام 2013، قبل أت تسجل تراجعات متتالية مع ظهور أرقام لعودة التعافي في الاقتصاد العالمي، ليهبط سعر الأونصة لفتةر وجيزة عن 1000 دولار في ديسمبر/ كانون أول 2015.
ومع قوة الدولار الأمريكي، وبدء الحديث عن زيادة أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، بسبب الإقبال القوي على العملة وقوة الاقتصاد المحلي، ظل الذهب قرب 1200 دولار خلال الفترة بين 2016 - 2018، قبل أن يصعد مجددا في 2019.
ومع التوترات العالمية خاصة بين الولايات المتحدة والصين والولايات المتحدة وموريا الشمالية والولايات المتحدة وإيران، صعدت عقود الذهب لتغلق 2019 عند متوسط 1500 دولار للأونصة الواحدة.
ومع تفشي جائحة كورونا وتذبذب الاقتصادات العالمية، وعدم وجود بوادر على إنتاجة لقاح في الشهور الأولى من 2020، صعدت عقود الذهب مع زيادة الإقبال عليه كملاذ آمن ليبلغ متوسط سعر الأونصة 1745 دولارا الأعلى منذ 2012.