الانتقالي يحبط أول مخططات تركيا لاختراق الجنوب

الاثنين 22 يونيو 2020 19:00:00
testus -US

رأي المشهد العربي

تأخذ الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية في مدينة سقطرى خلال الأيام الماضية أبعادًا سياسية وعسكرية أكبر من مجرد طرد مليشيات الإخوان التي هيمنت على المحافظة، غير أن أهميتها الأساسية تكمن في أنها أحبطت أول مخطط تركي لإيجاد منصة نفوذ له في الجنوب عبر الجزيرة القريبة من سواحل القرن الإفريقي.

هناك جملة من الإنجازات السياسية والعسكرية التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي في مواجهة الرغبة التركية الساعية للتواجد في الجنوب، على رأسها كشفه ضعف مليشيات الإخوان التي ليس لها حاضنة شعبية في الجنوب من الأساس، ومن ثم فإن أنقرة أضحت على يقين من أن وجودها في الجنوب لن يكون مصحوبًا بتأييد شعبي بل أنها ستواجه بانتفاضات شعبية سوف تلقنها خسائر عديدة وأن المرتزقة الذين تزج بهم لتنفيذ مخططاتها لن يكونوا في مأمن يساعدهم على تنفيذ هذه المخططات.

وكذلك فإن إدارة الانتقالي الجنوبي لمعركة تطهير سقطرى وضح من خلالها أن هناك تنسيقًا بين الجهود العسكرية والدعم الشعبي المصاحب لهذه التحركات، ومن ثم فإن تركيا أدركت بأن أبناء الجنوب على قلب رجل واحد، وأن محاولات شيطنة المجلس الانتقالي وقياداته المحلية في الجنوب فشلت لأن هناك إدراك بأن المجلس هو أفضل من يتحدث باسم القضية الجنوبية ويدافع عنها، ومن ثم فإن الخطط التي تبنيها أنقرة للتفرقة بين أبناء المناطق التي تسعى لاحتلالها سقطت في سقطرى وسوف تسقط في جميع محافظات الجنوب.

تعد جزيرة سقطرى بمثابة كنز تسعى أنقرة للسيطرة عليه لأن موقعها الجغرافي قريب من القواعد العسكرية التابعة لها في الصومال وعدد من الدول الإفريقية الأخرى كما أن الجريرة تشكل ضمانًا لهيمنة تركية في منطقة القرن الإفريقي الغني بالثروات الطبيعية، بجانب أن الجزيرة ذاتها لديها ثروات هائلة تسعى أنقرة لأن تضع يدها عليها كما هو الحال في ليبيا التي تسعى فيها للسيطرة على الهلال النفطي، وبالتالي فإن طرد مليشيات الإخوان سيجعلها تفكر كثيرًا قبل أن تقدم على أي محاولات أخرى للسيطرة على الجزيرة، بل أنها قد تذهب إلى فتح جبهات جديدة بعد أن تيقنت من فشل مخططات اختراق سقطرى.

ما حدث في سقطرى يعد إحباطًا لأول محاولات أنقرة الساعية لاختراق الجنوب، ولكن هناك جبهات أخرى قد تلجأ إليها أنقرة كما الحال في شبوة التي تحاول قطر التواجد فيها من خلال المعسكرات التي يؤسسها المدعو صالح الجبواني بأموال الدوحة، وهو ما يبرهن على أن هناك محاولات لتواجد إقليمي في المحافظة الواقعة تحت الاحتلال الإخواني، ولعل تسليم بعض جبهات البيضاء إلى المليشيات الحوثية الإرهابية وفتح الطريق أمام المليشيات للوصول إلى المحافظة مجددًا يشكل أحد أشكال رغبة محور الشر الإيراني التركي القطري في الانطلاق من شبوة.