العودة إلى اتفاق الرياض.. هدف الانتقالي الذي نجح في تحقيقه
دعت المملكة العربية السعودية إلى عقد اجتماع للمضي قدما في تنفيذ اتفاق الرياض، وعودة اللجان والفرق السياسية والعسكرية للعمل على تنفيذه وبشكل عاجل، وذلك في أعقاب موافقة المجلس الانتقالي الجنوبي والشرعية على وقف إطلاق النار في أبين، وهو تحديدا ما أراده المجلس الانتقالي من قبل تصعيد الشرعية الأخير في الجنوب، ونجح في الوصول إليه بفعل بسالة القوات المسلحة الجنوبية.
استطاع الانتقالي أن يحقق جملة من الانتصارات العسكرية على مدار أربعين يوما تقريبا منذ أن حشدت الشرعية عناصرها في أبين مطلع شهر مايو، وتلك الانتصارات هي التي قادت الشرعية للقبول بقرار وقف إطلاق النار واللجوء إلى المفاوضات السياسية مجددا تحت غطاء اتفاق الرياض الذي أفشلت تطبيقه منذ أن جرى التوقيع عليه في شهر نوفمبر الماضي.
ويرى مراقبون أن جلوس الشرعية والانتقالي مجددا على طاولة المفاوضات يصب في صالح الانتقالي الذي استطاع أن يوقف رغبة الشرعية إعادة اختراق العاصمة عدن، وأضحى في موقف المنتصر عسكريا بفعل التقدم الذي حققته القوات المسلحة الجنوبية على طول جبهات أبين، وهو ما دفع الشرعية إلى محاولة فتح جبهات أخرى في شبوة وسقطرى.
ويذهب البعض للتأكيد على أن الرهان الحالي سيكون على مدى التزام الشرعية باتفاق الرياض بعد أن أبدى الانتقالي رغبة طاغية في السلام والحلول السياسية وعدم استمرار المعارك العسكرية التي خلفت ضحايا من الجانبين كان من الممكن تلافيها لو أن الشرعية ذهبت منذ البداية إلى تطبيق بنود اتفاق الرياض من دون الالتفاف عليه.
ويمكن القول بأن العودة إلى المفاوضات مجددا هذه المرة جاءت بعد جهود حثيثة بذلها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزُبيدي الذي يتواجد في الرياض منذ شهر تقريبا، وأن الجهود الدبلوماسية التي بذلها بجانب النجاحات العسكرية حققت ما يريده الجنوب.
وكان التحالف العربي قد أعرب عن ترحيبه باستجابة المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، لطلبه وقف إطلاق النار الشامل ووقف التصعيد، ودعا إلى عقد اجتماع في المملكة العربية السعودية للمضي في تنفيذ اتفاق الرياض، وعودة اللجان والفرق السياسية والعسكرية للعمل على تنفيذه وبشكل عاجل.
وشدد في بيان، منذ قليل، على وقوف التحالف إلى جانب اليمن، رافضا أي ممارسات تخالف اتفاق الرياض في أي من المناطق المحررة، وكشف عن اعتزامه نشر مراقبين في محافظة أبين لمراقبة وقف إطلاق النار الشامل وفصل القوات، وطالب المكونات والقوى السياسية والاجتماعية والإعلامية المحلية، بدعم استجابة الأطراف للاجتماع في الرياض والعمل بشكل جاد لتنفيذ الاتفاق.
وفي نفس السياق، رحب المجلس الانتقالي الجنوبي، بدعوة التحالف العربي إلى وقف إطلاق النار في محافظة أبين، والتصعيد في جميع محافظات الجنوب، وشدد المجلس في بيان، اليوم الاثنين، على موقفه الثابت تجاه أهمية اتفاق الرياض وضرورة العودة الفورية لتنفيذه.
وأشاد بدور التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة في دعم السلام والاستقرار في الجنوب واليمن، وطالب المجلس أبناء شعب الجنوب بضبط النفس، مجددا تأكيده على موقفه الوطني الثابت تجاه الأهداف الوطنية وتطلعات شعب الجنوب المشروعة.