جرائم الحوثي في الحديدة.. مسرح الدم المُتسباح

الأربعاء 24 يونيو 2020 00:03:00
testus -US

"من أمن العقاب أساء الانتهاك".. مقولةٌ عرفت طريقها جيدًا إلى مسامع الحوثيين وعقولهم، مفادها أنّ المليشيات أيقنت أنّ أحدًا لن يحاسبها على جرائمها المسعورة، فتمادت في غيّها.

فعلى مدار السنوات الست الماضية، أقدمت المليشيات الموالية لإيران على ارتكاب الكثير من صنوف الاعتداء على المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بغية بسط مزيدٍ من الهيمنة الغاشمة على هذه المناطق من جانب، فضلًا عن العمل على ترويع الآمنيين بما يضمن وأد أي حركات معارضة قد تندلع ضد المليشيات.

ويمكن القول إنّ محافظة الحديدة أصبحت مسرحًا لإرهاب متفاقم تمارسه المليشيات الحوثية على صعيد واسع، على النحو الذي كبَّد المدنيين كلفةً باهظة، في جرائم يمكن إدراجها ضمن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

فاستمرارًا لاعتداءاتها الإجرامية، شنت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، هجومًا على سكان مديرية التحيتا في محافظة الحديدة، بالأسلحة الثقيلة.

وضربت المليشيات الإرهابية، بحسب مصادر محلية في التحيتا منازل الأهالي جنوب غرب المديرية، بسلاح عيار 23، وقذائف الهاون.

وتواصل المليشيات الحوثية تصعيد عملياتها العسكرية ضد المدنيين لتعميق الأزمة الإنسانية وسط تفشي فيروس كورونا.

هذه الجرائم المروّعة تُعبّر عن وجهٍ خسيس للمليشيات الحوثية التي ارتكبت الكثير من الجرائم على مدار السنوات الماضية، واستهدفت المدنيين بشكل مباشر.

ويمكن القول إنّ الجرائم الحوثية لم تكن لتتفاقم من دون ما يمكن اعتباره نوعًا من التواطؤ الأممي، فالمجتمع الدولي يلعب دورًا مريبًا فيما يتعلق بموقفه مع الإرهاب الذي تمارسه المليشيات ضد المدنيين.

واكتفى المجتمع الدولي على ما يبدو بالبيانات التي توثّق الجرائم الحوثية التي ارتقت إلى "جرائم الحرب"، إلا أنّه لم يتم اتخاذ موقف دولي حازم وحاسم ضد المليشيات، تجبرها على احترام المدنيين وتجنيبهم ويلات الحرب.