تطاول وتمرد الشرعية على التحالف.. حكومةٌ لا تعرف حُمرة الخجل
"تحالف الشر".. وصفٌ صغير لفظيًّا، لكنّه صدر ليحمل معه سيلا كبيرا من الدلالات التي تبرهن على حجم مهول من العبث الذي تمارسه حكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا، في سياق تعاملها مع التحالف العربي، والخطوات التي يتخذها على الأرض.
حكومة الشرعية، التي حصلت على كثيرٍ من صنوف الدعم من قِبل التحالف العربي طوال السنوات الماضية، ها هي اليوم تطلق وصفًا على لسان أحد عناصرها، وهو المدعو نبيل عبد الله، الناطق باسم أحمد الميسري، ذلك القيادي البارز في الشرعية، الذي أغرته أموال قطر، فارتمى في إرهابها.
هجوم "متحدث الميسري" على التحالف العربي جاء ردًا على نشره مراقبين في محافظة أبين، لمراقبة وقف إطلاق النار وفقًا للدعوة التي أعلنها التحالف العربي، والتي تعاطت فيها القيادة الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، بإيجابية كاملة منذ اللحظة الأولى.
تصريح المدعو نبيل يمكن القول إنّه يثير ضحكًا تعبيرًا عن "كوميديا سوداء" تمارسها حكومة الشرعية، فالرجل التابع لشبكة أجندة الإرهاب الممولة قطريًّا، ادعى أنّ التحالف العربي تدخّل لوقف تقدم قوات الشرعية - المعروفة كذبًا بجيش وطني لكنّها في الحقيقة جمعٌ من المليشيات - في محافظة أبين.
لم يكتفِ "نبيل" بذلك، لكنّه تحدّث بعزيمة كاذبة، تثير ضحكًا "ثانيًّا" حول قدرة الشرعية على تحقيق النصر، ولا يُعرف من أين يأتي "بوق الشرعية" بهذه الثقة، لا سيّما أنّ الميدان يشهد على انتصار الجنوبيين.
"متحدث الميسري" الذي حاول إطلاق رصاص الانتقاد على التحالف العربي فوجئ بقنابل من السخرية وكشف الحقائق تنفجر في وجهه من قِبل نشطاء علّقوا على تدوينته المثيرة للسخرية والكاشفة لحقيقة توجّه الشرعية، فقال أحدهم: "يارجال لك 45 يوما وأنت تقول قوات مأرب الغازية على مشارف زنجبار اللجنة جات فرجت عليكم مافيش معاكم وجه أبيض شوف كم رأس كبير راح من قواتك في 45 اليوم".
وكتب ناشط: "كمل الكذب يا نبيل كنك ابتخبط في منشوراتك ابتحاول تبرر مواقفكم الضعيفه بأي شكل من الأشكال. انته استلمت فلوس كثيرة فلازم تسهر ع شانهم".
تصريح "متحدث الميسري" يعبر عن تمرد سياسي من قِبل حكومة الشرعية على قرار التحالف، لكنّه موقفٌ ليس بغريبٍ على الإطلاق من قبل حكومةٍ تفوح منها رائحة إرهاب الإخوان، تمامًا كما يدرك رائحة طعام تعفّن بات لزامًا التخلص منه.
إلى جانب هذا التمرد السياسي، فإنّ حكومة الشرعية تمرّدت على التحالف عسكريًّا، ويمكن استقراء هذا الموقف في الخروقات العسكرية التي ارتكبتها المليشيات الإخوانية عقب إطلاق التحالف العربي دعوةً لوقف إطلاق النار في أبين.
هذا التمرد اتضح أيضًا طوال الفترات الماضية، فيما يتعلق بعلاقات حكومة الشرعية مع المليشيات الحوثية، حيث أقدمت الحكومة على تسليم مواقع إستراتيجية عديدة للحوثيين فضلًا عن تجميد مواقع مهمة أيضًا، على النحو الذي كبّد التحالف حسم تأخُّر الحرب، بالإضافة إلى علاقات الشرعية مع قطر وتركيا، الآخذة في التمدُّد.
في الوقت نفسه، ظهرت أبواقٌ بارزةٌ في الشرعية، لم تتوارِ عن المجاهرة بإعلان العداء للتحالف، تنفيذًا لتعليمات قطرية تركية في هذا الإطار.
يُشير كل ذلك، إلى أنّه أصبح لزامًا التصدي للنفوذ الإخواني المسيطر على حكومة الشرعية، وذلك لأنّ استمرار هيمنة حزب الإصلاح على المشهد يخدم النفوذ المتطرف لقطر وتركيا، ويضر كثيرًا بالتحالف العربي.