مجاعة أطفال اليمن.. كلفة قاسية لحرب حوثية غاشمة
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، دفع الأطفال أبشع الأثمان؛ كلفةً للجرائم المسعورة التي ارتكبتها المليشيات الحوثية الموالية لإيران، دون أن يلقى هذا الفصيل عقابًا يردعه عن هذه ارتكاب هذه الانتهاكات.
ودأب المجتمع الدولي، على إصدار تقارير وبيانات وإحصاءات توثّق الحالة المأساوية التي يعشيها ملايين الأطفال بسبب الحرب العبثية الحوثية القائمة منذ صيف 2014.
أحدث هذه التقارير صدر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" التي حذرت من أنّ النقص الكبير في تمويل المساعدات الإنسانية وسط جائحة "كوفيد-19" دفع ملايين الأطفال في اليمن إلى "شفا المجاعة".
وقال التقرير إنّه فيما يكافح النظام الصحي والبنية التحتية المدمَّرين في اليمن من أجل التغلب على الفيروس التاجي، فمن المرجح أن يتدهور وضع الأطفال السيء أصلًا إلى حد كبير.
وأوضحت المنظمة أن خدمات المياه والصرف الصحي الحيوية لثلاثة ملايين طفل ومجتمعاتهم المحلية ستتوقف عن العمل اعتبارًا من نهاية يوليو، ما لم يتم تأمين 45 مليون دولار أمريكي.
وأشارت إلى أنّ ذلك سيؤثر بشكل سلبي على أكثر من مليوني طفل من الأشد ضعفًا الذين يعانون من سوء التغذية، ما يعرض وضعهم الغذائي لخطر تدهور كارثي إذا انقطعت إمدادات المساعدات.
يضاف هذا التقرير إلى سلسلة النداءات الدولية التي وثّقت مآسي يعيشها الأطفال الذين حشرهم قدرهم الصعب في زمنٍ استعرت فيه حرب غاشمة، تدعى مليشيات حوثية، ولاؤها لإيران، ولا تعرف إلى الطغيان.
رقميًّا، يعاني أكثر من مليوني طفل من سوء التغذية، ويموت طفل كل عشر دقائق لأسباب يمكن تجنبها، بما في ذلك سوء التغذية وأمراض يقي منها التحصين، وتعزى نصف وفيات الأطفال تحت سن الخامسة، بشكل مباشر أو غير مباشر، لسوء التغذية الحاد.
وبحسب تقرير سابق لبرنامج الأغذية العالمي، فإنّ نصف الأطفال يعانون من التقزم، بسبب سوء التغذية الذي يؤثر على نمو الطفل وتطور مخه بشكل لا يمكن علاجه بما سينعكس بصورة سلبية على قدرة اليمن على الإنتاج في المستقبل.
هذا جانبٌ من توثيقات تنوعت أرقامها وتعدّدت صنوف ضحاياها، لملايين الأطفال الذين تكبّدوا أبشع الأثمان إثر الحرب الحوثية الغاشمة.
وفيما نجحت المنظمات الدولية في توثيق هذه الحقائق المرة، فقد أصبح لزامًا التدخُّل بشكل حاسم وجازم لمواجهة هذا الإرهاب المسعور الذي أجاده الحوثيون، وبات من الضروري - قانونيًّا وإنسانيًّا - محاسبة قادة المليشيات على كل هذه الاعتداءات المهولة، وهي جرائم لا يجب أن تسقط بالتقادم.