تصريحات هادي.. كراهيةٌ للجنوب وغسلٌ لسمعة الشرعية الملطخة بالإرهاب
رأي المشهد العربي
حملت الكلمة التي أدلى بها الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي، وتطرّق فيها إلى اتفاق الرياض، كثيرًا من العبث الذي اتسمت به حكومة الشرعية طوال الفترة الماضية.
الكلمة التي جاءت بـ"صيغة إخوانية"، تعبيرًا عن مصالح حزب الإصلاح، استهلها هادي بمحاولة غسل سمعة الشرعية، بتأكيده أهمية تنفيذ اتفاق الرياض، لكنّ مجريات الماضي وتطورات الحاضر تكشف موقف الشرعية الحقيقي من الاتفاق، وتجلّى ذلك في عديد الخروقات التي ارتكبتها هذه الحكومة من أجل إفشال هذا المسار.
إقدام هادي على هذه المحاولة لـ"غسل السمعة" يأتي بعدما افتضح أمر حكومة الشرعية طوال الفترة الماضية، وكيف أنّها أفشلت مسار الاتفاق بشكل كامل، ويبدو أنّ "الشرعية" تعرَّضت لضغوط إقليمية ودولية من أجل إلزام مليشياتها بوقف الاعتداءات على الجنوب، وبالتالي إفساح المجال نحو إنجاح الاتفاق.
تصريحات هادي في كلمته، أوقعته في شر أعماله، فالرجل الذي يدعي أنّ حكومته تفتح ذراعيها لتحقيق الاستقرار، من خلال تنفيذ اتفاق الرياض، أكمل كلمته بما يفضح خبث نواياه، ومدى الحقد والكراهية التي يحملها للجنوب وشعبه وقيادته السياسية ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي.
كلمة هادي تضمّنت تناقضًا مفضوحًا، فالرجل شنّ هجومًا على القيادة الجنوبية، ونعت المجلس الانتقالي بـ"الانقلابي"، وهذا هجومٌ ينم عن خبث نوايا الشرعية وأنّها لا تستهدف الاستقرار وإنجاح مسار الاتفاق، فكيف للرجل أن يهاجم طرفًا، صافحه دبلوماسيًّا - قبل أكثر من سبعة أشهر - عندما تمّ توقيع الاتفاق.
نبرة هادي، ذي التوجه الإخواني الخبيث، تنم عن مرحلة جديدة من عبث الشرعية بمسار اتفاق الرياض، وأنّ المليشيات الإخوانية التابعة لهذه الحكومة ستواصل انتهاكاتها وخروقاتها عبر سلسلة من الاعتداءات على الجنوب وشعبه.
أمام كل ذلك، فإنّ كلمة هادي يتوجّب النظر إليها وفقًا لهذا المنطلق، وأنّ حكومة الشرعية التي أفشلت الاتفاق طوال الأشهر الماضية حتى انقضت مدته الزمنية - حيث كان يفترض تنفيذ كافة البنود خلال ثلاثة أشهر من توقيعه في الخامس من نوفمبر الماضي - ستواصل عبثها وإجرامها وخروقاتها.
الجانب الآخر من المشهد يتعلق بالجنوب نفسه، فالقيادة السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي، برهنت على حسن نواياها وجنوحها نحو السلام منذ مشاركتها الفاعلة في اجتماعات جدة التي أفضت إلى اتفاق الرياض، على الرغم من المحاولات الإخوانية لإفشال انعقاد هذه الاجتماعات.
وطوال الأشهر التي أعقبت توقيع الاتفاق، ظلّ الجنوب عند حسن الظن به، وأبدى التزامًا كاملًا بما نصّ عليه الاتفاق، وتحلّى بسياسة شديدة الانضباط في مواجهة انتهاكات الشرعية، لكنّه كان لزامًا عليه العمل لحماية أراضيه من الاعتداءات الإخوانية الخبيثة.
أمام كل ذلك، فمن الواضح أنّنا أمام مرحلة شديدة الدقة، يجب فيها على الجنوب أن يتوخّى أقصى درجات الحذر بالنظر إلى أنّ حكومة الشرعية ستواصل العبث، وبالتالي ستكمل سلسلة خروقات الاتفاق، كما ستسعى للثأر من خسائرها على يد القوات الجنوبية، لكنّ أرض الجنوب الطاهرة ستكون مقابر لغزاة، سوّلت لهم أنفسهم - ولا تزال تُسوِّل - للنيل من أمن وطنٍ وحرية شعب واستقرار دولةٍ، حتمًا سترى النور قريبًا بعدما تزول ظلمة الإخوان.