الخبجي: نحمل حكومة الفساد واتباعها مسؤولية أي تصعيد أو ما قد تؤول اليه الاوضاع في عدن بسبب خرقها للتهدئة
حمّل رئيس الدائرة السياسية في المجلس الانتقالي الجنوبي الدكتور ناصر الخبجي، حكومة بن دغر واتباعها مسؤولية أي تصعيد أو ما قد تؤول اليه الاوضاع في عدن بسبب خرقها التهدئة، واستفزازها الشارع الجنوبي ومقاومته الباسلة، ومحاولة الدفع بالامور للمواجهة بغية افشال مساعي التحالف في التهدئة والعمل على تحقيق مطالب الشعب الجنوبي بآلية مناسبة يتوافق عليها الجميع.
وأشار الخبجي في تصريح له بصفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إلى أن العالم ينظر اليوم بعين الاعتبار لما انتجته تلك الحرب في الجنوب من واقع جديد، لا يمكن القفز عليه او تجاوزه، لكن القوى والاحزاب اليمنية المأزومة تحاول جاهدة استخدام كل الحيل والطرق لتغيير ذلك الواقع، وأخرها محاولة إعادة الامور الى مربع قمع المتظاهرين السلميين والاعتداء عليهم، دون خجل او اعتبار من مجازرهم السابقة التي ارتكبوها بحق متظاهري الحراك الجنوبي السلميين في سنوات طويلة ماضية والتي لا تزال شاهدة عليهم ولم ولن تسقط بالتقادم.
ولأهمية التريح يُعيد "المشهد العربي" نشره كما هو:
إن أبجديات الواقع السياسي في الجنوب، تغيرت تماماً منذ الحرب التي شنتها مليشيات الحوثيين الموالية لإيران وحليفهم السابق صالح الذي قتل على ايديهم.
فالعالم ينظر اليوم بعين الاعتبار لما انتجته تلك الحرب في الجنوب من واقع جديد، لا يمكن القفز عليه او تجاوزه، لكن القوى والاحزاب اليمنية المأزومة تحاول جاهدة استخدام كل الحيل والطرق لتغيير ذلك الواقع، وأخرها محاولة إعادة الامور الى مربع قمع المتظاهرين السلميين والاعتداء عليهم، دون خجل او اعتبار من مجازرهم السابقة التي ارتكبوها بحق متظاهري الحراك الجنوبي السلميين في سنوات طويلة ماضية والتي لا تزال شاهدة عليهم ولم ولن تسقط بالتقادم.
وبناء على ما شهدته العاصمة عدن من أحداث مؤسفة، تسببت بها حكومة بن دغر الفاسدة، جراء اعتداءاتها على المتظاهرين السلميين، وهو اسلوب مارسه نظام الاحتلال اليمني وشخوص الحكومة الحالية الذين كانوا ضمن ذلك النظام.
إننا في هذه الظروف التي تمكن فيها شعبنا من فرض ارادته والتصدي للاعتداءات الغادرة، باتخاذه موقف الدفاع عن نفسه، نأسف لسقوط ضحايا جراء المواجهات الاجبارية.
وإزاء ذلك طالعنا بيانات وتصريحات لشخوص وافراد حكومة الفساد واخرها بيان بإسم وزارة الخارجية، والذي حمل مثل سابقاته ديباجة من الافتراءات والأكاذيب الباطلة، واصطناع انجازات وبطولات وهمية واعلامية، إنما تأتي في إطار ممارسات التضليل وتزييف الحقائق ليس امام الرأي المحلي بل حتى امام المجتمع العربي والإقليمي والدولي الذين اصبحوا يدركوا تماماً واقع تلك الحكومة وفشلها وخطر بقائها، وحجم منظومة الفساد والافعال التي ترتكبها، وهي افعال تجرمها القوانين وتنكرها القيم والأخلاق.
الغريب ان بيان خارجية الحكومة الفاسدة، جاء في وقت يتواجد فيه وفد من التحالف العربي والمكون من قيادات سعودية واماراتية، للاشراف على التهدئة ومناقشة ما الت اليه الامور بعدن، والوفد يعرف الحقيقة كما هي.
إن تلك المواقف والبيانات الصادرة من الحكومة الفاسدة، تعبر عن شعور بالنقص وأزمة فكرية وعقلية، وتؤكد أن الحكومة لم تقم وزناً أو اعتباراً لجهود التحالف وبيانات دول العالم ومساعيهم لحل الأزمة، في الوقت الذي التزمت فيه قوات المقاومة الجنوبية بناء على توجيهات رئيس هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي بالتهدئة نزولاً عند نداءات الأشقاء في التحالف العربي.
لقد اضحت هذه الحكومة تعمل تلبية لرغبات ونزوات سياسية طائشة تحاول اعادة المواجهات لعدن بتلك الاستفزازات. وهذا ما سعت اليه الحكومة منذ البداية، وحاولت تفجير الوضع بعدن عدة مرات، دون اعتبار لخطر ذلك على التحالف العربي واهدافه، وبالتزامن مع الخذلان الذي يلاقيه التحالف في جبهات الشمال غير الجبهات التي يقاتل فيها ابناء الجنوب.
الغريب ان تلك الحكومة الفاسدة مارست عملها باسلوب عتيق قد عفى عليه الزمن فتخلت عن واجباتها، وسخرت موقعها لمحاولة اعادة النفوذ السياسي باستخدام اموال الشعب لشراء الولاءات والعبث، وفي بيئة رافضة لاي نفوذ للفاسدين ومن جرعوها الويلات خلال عقود من الزمن، وكل ذاك في وقت لم يجد الموظفين والمتقاعدين مرتباتهم، ولم يجدوا خدمات ولم تنل أسر الشهداء والجرحى حقوقهم، واصبحت محافظات الجنوب تعيش انهيارا اقتصاديا مريعاً جراء فشل تلك الحكومة، بل انها افتعلت الازمات والاختلالات الامنية لمحاولة التسلق على تضحيات المقاومة الجنوبية والتحالف وسرقة انتصارات الشعب الجنوبي الذي تمكن من تحرير ارضه وطرد الغزة السابقين واللاحقين بمساندة اشقاءه.
المجلس الانتقالي الجنوبي أثبت أنه واقعاً لا مفر منه، وطرفا لا يمكن تجاوزه باق حال من الاحوال لا امنيا ولا عسكريا ولا سياسياً ولا اجتماعيا ولا شعبيا، واثبتت قوات المقاومة الجنوبية انها القوة الوحيدة التي عملت مع التحالف في تحقيق الانتصارات، وهي الاجدر بتحمل مسؤولة حماية الجنوب والدفاع عنه، ومكافحة الارهاب، وانهاء الاختلالات ومعالجتها.
إننا نثمن تثميناً عاليا، جهود التحالف العربي بقيادة السعودية والامارات، على مواقفها الدائمة وفي مختلف المستويات والاصعدة، وموقفها من احداث العاصمة عدن، ونطالبهم بمزيد من التحرك لإنهاء الازمة بعدن ومساعدة شعبنا الجنوبي على إبعاد الفاسدين وحكومتهم الجاثمة على أنين ومعاناة شعبنا، الذي قاتل وقاوم وضحى بكل غالي ونفيس من أجل تحرير الارض من مليشيات ايران، وانهاء الاحتلال الشمالي ومخلفاته واستعادة الامن والاستقرار والعيش بكرامة وحرية على ارضه .
في الوقت الذي نجدد شكرنا للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة على مواقفهم وجهودهم.. ندعوهم للتدخل الفوري والمباشر وبالشراكة مع المجلس الانتقالي لانتشال العاصمة عدن ومحافظات الجنوب المحرر، من واقع الاوضاع المزرية في الخدمات والرواتب والبنية التحتية، ومعالجة تداعيات الإنهيار الاقتصادي المريع، والتي تأتي في مجملها نتاجاً لممارسات العبث والسياسات الخاطئة التي انتهجتها الحكومة الفاسدة، كما ندعوهم لإعادة اعمار الجنوب ومعالجة آثار ما خلفته الحرب.
نرحب بالمواقف الدولية التي اعترفت بالمجلس الانتقالي الجنوبي كطرف سياسي جنوبي، ويجب ان يكون المجلس طرفا في اي حوارات او مفاوضات تخص الجنوب ضمن الازمة اليمنية، ونطالب بضرورة بذل مزيد من الجهود والانفتاح والإهتمام بمعاناة شعب الجنوب ومعالجة قضيته العادلة وتحقيق ارادته، حماية لأمن الجنوب واستقراره واستكمال نجاح مكافحة الارهاب وكذا حماية للأمن في المنطقة والسلم الدولي.
وفي حين لا تزال الحوارات مستمرة، بشأن اقالة حكومة الفساد، واصلاح ما خلفته من عبث ودمار، نحمل الحكومة واتباعها مسؤولية اي تصعيد او ما قد تؤول اليه الاوضاع في عدن بسبب خرق التهدئة، واستفزاز الشارع الجنوبي ومقاومته الباسلة، ومحاولة الدفع بالامور للمواجهة بغية افشال مساعي التحالف في التهدئة والعمل على تحقيق مطالب الشعب الجنوبي بآلية مناسبة يتوافق عليها الجميع.
اخيرا نبعث تعازينا ومواساتنا إلى كافة أسر أبناءنا الذين استشهدوا خلال أحداث اليومين الماضيين، سائلين الله أن يرحمهم ويتقبلهم في واسع رحمته وغفرانه، كما نسأله تعالى أن يشفي الجرحى والمصابين، وأن يحفظ شعب الجنوب من كل شر ويجيرهم من كل مكروه، ويحمي امن أمتنا العربية وأن يرد كيد أعداءنا في نحورهم .
رئيس الدائرة السياسية بالمجلس الانتقالي الجنوبي
2 فبراير 2018م