الشرعية غطاء لتمدد تركي قطري داخل اليمن
رأي المشهد العربي
تعمل الشرعية جاهدة على إضاعة الوقت قدر الإمكان وعدم تنفيذ بنود اتفاق الرياض لحين توفير غطاء لتمدد تركيا وقطر داخل اليمن، وتعوّل على عامل الوقت الذي يفسح المجال أمام مزيد من التدخلات التركية القطرية عبر منافذ عدة بما يجعلها تحتمي بهذا التدخل الذي يضمن لها استمرار هيئتها بصورتها الحالية من دون التعامل مع جماعة الإخوان الإرهابية المهيمنة عليها.
تدرك الشرعية أن التحالف العربي لديه رغبة حثيثة في إحداث تغييرات في بنيتها الحالية بعد أن جرى الكشف عن العديد من وقائع الفساد الخاصة بعناصرها بالإضافة إلى العداء الذي يواليه أعضاؤها إلى التحالف ودعوتهم بشكل مباشر إلى قتال ضباط التحالف الذين يعد همهم الأول تصويب سلاحها ليكون في مواجهة المليشيات الحوثية وإعادة ترتيب أوراقها بما يؤدي إلى إنهاء الإرهاب الحوثي.
لم تستطع الشرعية منذ العام 2014 إحداث أي تقدم في مواجهة المليشيات الحوثية بل على العكس فإنها مكنت المليشيات من توسيع نفوذها وبدا أنها توجه سهام خيانتها إلى التحالف من أجل إفساح المجال أمام محور الشر لكي يتحكم في الداخل اليمني، وبالتالي فإنها ماضية في هذا الطريق لحين تمكين تركيا وقطر من إيجاد موطئ قدم لهما في اليمن قبل إحداث تغييرات على تركيبتها الحالية بحسب ما ينص عليه اتفاق الرياض.
في يقين الشرعية أن تمويل معسكرات تدريب الإرهابيين أول بوادر تمكين قطر وتركيا لأن هذه الأموال التي يجري تدشينها بأموال قطرية تشكل أساس بناء جيش جديد من الإرهابيين الذين بإمكانهم تنفيذ أجندة محور الشر داخل اليمن، ويبدو أن الأطراف الإقليمية الداعمة للشرعية أدركت أنها بلا قوة عسكرية واختارت أن تدشن نفوذها من خلال تقوية مليشيات الشرعية عسكريًا تحديدًا في ظل الهزائم المتتالية التي مُنيت بها على يد القوات المسلحة الجنوبية.
غطاء الشرعية الذي توفره لقطر وتركيا لا يتوقف عند هذا الحد بل إنها تعد همزة الوصل بينهما وبين إيران من خلال التنسيق المتصاعد مع المليشيات الحوثية على الأرض، لأن تقوية التحالف الإقليمي لا يمكن أن يتم من دون أن يكون هناك تفاهمات سياسية وعسكرية تجري على أرض الواقع مع المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، تحديدًا وأن الأخيرة لديها مشكلات اقتصادية وصحية عديدة ولن يكون بإمكانها استمرار الدعم المالي السخي الذي تقدمه للحوثي من دون مساعدات خارجية.
ليس من المنطق التعويل على الشرعية لإنهاء الأزمة اليمنية طالما ستظل بتركيبتها الحالية لأنها تعمل بالأساس لصالح تنظيم الإخوان الإرهابي المسيطر عليها ومصالحه الإقليمية التي تتلاقى مع المصالح الإيرانية، وبالتالي فإن المطلوب هو تدخل عاجل لإبعاد الشخصيات التي تعمل على تقويض جهود التحالف العربي وإن الرهان على عامل الوقت لن يكون في صالح اليمن والأمن القومي العربي.