دبلوماسية الانتقالي الهادئة تضمن حلولا عادلة لقضية الجنوب
رأي المشهد العربي
منذ أن أقدم الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي على زيارة المملكة العربية السعودية قبل شهر ونصف تقريبًا لم يتوقف عن لقاء العديد من السفراء والمبعوثين الأمميين لشرح أبعاد قضية الجنوب وكشف ألاعيب جماعة الإخوان الإرهابية التي اختطفت قرار الشرعية وهيمنت عليها، وهو ما كان له عظيم الأثر بعد أن وصل المبعوث الأممي مارتن غريفيث، أمس الاثنين، إلى العاصمة السعودية لتحريك اتفاق الرياض.
استطاع الانتقالي بقوته العسكرية على الأرض وثبات دبلوماسيته التي دائمًا ما تولي اهتمامًا بالحلول السياسية، أن يثبت للعالم أجمع بأن اتفاق الرياض هو المؤشر الرئيسي للحل، وأن ذلك دفع الكثير من القوى العظمى لأن تنادي بتنفيذ الاتفاق الذي أخذ طابعًا أمميًا، ولعل ذلك قد يشكل ضغطًا جديدًا على الشرعية التي مازالت تتهرب من الاتفاق.
فرض المجلس الانتقالي وجوده على طاولة المفاوضات الأممية باعتباره ممثلًا عن القضية الجنوبية، واستطاع أن يثبت للمجتمع الدولي أنه خير ممثل لهذه القضية بعد أن حقق نجاحًا سياسيًا ودبلوماسيًا وعسكريًا متناغمًا وأضحت الأمم المتحدة أمام طرف لديه جميع مقومات تنفيذ بنود اتفاق الرياض على الأرض، بل إن المشكلة أصبحت في الشرعية المنقسمة على نفسها في ظل محاولة تيار قطر إفشال الاتفاق وقد تراوغ مجددًا حال جرى التوافق على تطبيقه.
يمضي المجلس الانتقالي في تحقيق المكاسب واحدا تلو الآخر بعد أن استطاع استرجاع قضية الجنوب الغائبة عن أنظار المجتمع الدولي منذ سنوات طويلة، ولدى الكثير من الأطراف الدولية قناعة بأن حل القضية الجنوبية جزء لا يتجزأ من حل الأزمة اليمنية بشكل عام، وأن وجود هيئة منظمة تتحدث باسم الجنوب يجعل المجتمع الدولي مهيئًا للتعاطي مع القضية الجنوبية ومناقشة أبعادها، وأن ذلك يعد بمثابة صعود على أول درجات سلم استعادة الدولة التي تعد بمثابة حلم كل مواطن جنوبي.
استطاع الانتقالي الجنوبي أن يجبر الشرعية على اللجوء إلى اتفاق الرياض مجددًا من دون أن يلجأ إلى النحيب أو العويل بل إن القوة العسكرية على الأرض والخبرات الدبلوماسية التي اكتسبها منذ أن جرى تأسيس المجلس قبل ثلاث سنوات كانت كفيلة بأن تسير الأمور في هذا الاتجاه، ويمكن القول بأن توجيه أنظار الأمم المتحدة إلى اتفاق الرياض يعد بمثابة انتصار على إرهاب محور الشر "الإيراني التركي القطري" الذي حاول بكافة السبل الهروب من هذا الاتفاق عبر التصعيد العسكري في مناطق جنوبية متفرقة.
تضاءلت مساحة المناورة أمام حكومة الشرعية للمماطلة في تنفيذ اتفاق الرياض، بعد وصول المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى الرياض، في ظل التزامها بأجندة محور الشر.
قد يلجأ تيار تنظيم الإخوان الإرهابي في حكومة الشرعية إلى الإذعان والتهدئة في الجنوب بعد الخسائر السياسية والعسكرية المتتالية، بهدف إعادة ترميم صورة حكومة الشرعية أمام المجتمع الدولي، وإعادة ترتيب أولويات التنظيم الإرهابي من تحركاته نحو الجنوب.