أزمة وقود وجائحة كورونا.. رصاصتان حوثيتان تخترقان الصدور
تكشف معطيات الوضع الراهن في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية، عن أنّ السكان في هذه المناطق على موعدٍ مع أزمات حياتية شديدة الصعوبة، في ظل تفشي جائحة كورونا.
ولوحظ خلال الأيام القليلة الماضية، اختفاء الوقود من مناطق سيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية، وقالت مصادر مطلعة إنّ هذا الاختفاء يفاقم أزمة "كورونا"، ويُصعب من مكافحة الوباء.
المصادر تحدّثت عن أنّ اختفاء الوقود هو عبارة عن أزمة متعمدة من مليشيا الحوثي، التي اعتادت على استخدام الملفات الإنسانية والأوضاع الاجتماعية الصعبة للضغط على المجتمع الدولي وابتزازه.
وتشير التقارير الأولية إلى أنّ المئات من المستشفيات مُهددة بإغلاق أبوابها، والتحول لمرافق إسعاف أولي نتيجة عدم توفر المحروقات.
واعتبرت أنه من المفارقات عدم ظهور تأثير ندرة الوقود والأدوية والأغذية، على الحرب التي تخوضها مليشيا الحوثي في عدة جبهات.
إنقاص الوقود بشكل متعمد من قِبل الحوثيين يمكن القول إنّه "جريمة مزدوجة"، فالمليشيات بهذه الجريمة تُصعِّب الوضع الحياتي على المدنيين، كما أنّها تستهدف تفاقم أزمة تفشي كورونا.
وبعيدًا عن أزمة الوقود المتعمدة والتي تنذر بإخراج المستشفيات عن الخدمة، فإنّ المليشيات فشلت فشلًا ذريعًا في اختبار كورونا، حتى تفشّت الجائحة على نحوٍ خرجت فيه الأمور عن السيطرة.
ويمكن القول إنّ جائحة كورونا أصبحت جزءًا من الحياة اليومية لملايين السكان الذين يقطنون صنعاء، ويدفعون كلفةً باهظةً جرّاء سيطرة المليشيات الحوثية على المحافظة.
ومارست المليشيات سياسة خبيثة، قامت على تجاهل اتساع رقعة انتشار فيروس "كورونا" وتصاعد الإصابات ووفاة المئات، فيما تتبع أسلوبًا تمييزيًّا في التعامل مع الوباء لمصلحة عناصرها وقادتها على حساب السكان.
ففي محافظة صنعاء، تسبّب تفشي كورونا في وفاة الآلاف، من بينهم العشرات من الوجهاء السياسيين والقضاة وأساتذة الجامعات، وصولا إلى قيادات موالية للمليشيات الحوثية.
يُشير هذا الوضع المتردي إلى أنّ المليشيات الحوثية تسبّبت في تفشي جائحة كورونا بشكل أخرج الأمور عن السيطرة، وزاد الطين بلة مع أزمة الوقود التي افتعتلها المليشيات، وهي أزمة تضرّرت كثيرًا منها المستشفيات.