جولات جريفيث.. هل تنجز حلًا سياسيًّا وتوقف العبث الحوثي؟
في الوقت الذي تلجأ فيه المليشيات الحوثية إلى التصعيد العسكري وإفشال كل المساعي نحو التهدئة وتحقيق السلام، فإنّ الأمم المتحدة تواصل جهودها سعيًّا لإنجاح هذا المسار.
مسارات الحل السياسي شهدت صخبًا كبيرًا في الأيام القليلة الماضية، في ظل جهود المبعوث الأممي مارتن جريفيث من أجل التوصّل إلى حل سياسي يوقف الحرب التي تخطّت عامها السادس.
وقدّم جريفيث مقترحات لحل الأزمة سياسيًّا، تضمّنت وقف القتال، وتشكيل لجان عسكرية بمشاركة ضباط من الأمم المتحدة للفصل بين القوات، وإعادة تشغيل مطار صنعاء، وصرف رواتب الموظفين، والتزام واضح بالذهاب إلى محادثات سلام شاملة.
وخلال الساعات المقبلة، فمن المتوقع أن يجري جريفيث جولات تشمل صنعاء ومسقط، بعدما بدأت تحركاته بزيارة المملكة العربية السعودية وذلك لهدفين، وهما تحريك اتفاق الرياض، وزيادة معدلات الثقة فيما يخص مقترحات الأزمة اليمنية.
ويركّز جريفيث على مناقشة بعض القضايا في زيارته، أهمها عملية تبادل إطلاق الأسرى والهدنة الاقتصادية، وآلية مقترحة لفتح مطار صنعاء تحت إشراف التحالف العربي.
ومن بين القضايا أيضًا الخزان النفطي العائم صافر في البحر الأحمر، الذي تسعى الأمم المتحدة لانتزاع موافقة من الحوثيين للوصول إليه والبدء في صيانته.
وفي هذا الإطار، اعتبرت صحيفة "الشرق الأوسط"، أن خطة جريفيث مرهونة بموافقة الحوثيين عليها، وقالت إنّ جريفيث يسعى خلال الفترة المقبلة إلى تقديم المسودة المعدلة للمليشيات الحوثية، من أجل انتزاع موافقتهم عليها.
وقالت الصحيفة اليوم الأربعاء، إنّ الخطة المعدلة لمارتن غريفيث ستكون مرهونة بتجاوب المليشيات الحوثية معها، ولفتت إلى أن جريفيث سبق أن قدم خطة منذ عدة شهور ووافقت عليها حكومة الشرعية، لكن رفض الحوثيين لها ووضع تعديلات بها جعلها تتعسر ولا تنفذ على أرض الواقع.
هذه الجهود الأممية لا يجب أن تقابل بالكثير من الآمال، حيث سبق أن أقدم جريفيث على خطوات مماثلة وطرح خططًا ومقترحات من أجل حل الأزمة سياسيًّا، إلا أنّ المليشيات الحوثية كثيرًا ما أفشلت كل هذه المسارات عبر سلسلة طويلة من الخروقات والانتهاكات.
خطة جريفيث الأخيرة قابلها كثيرٌ من التعنت الحوثي، حيث وضعت المليشيات شروطًا لا يمكن القبول بها أو مناقشتها، منها حصولها على تعويضات ورواتب الموظفين لمدة عشر سنوات، بما يعني الإقرار بتحكمها بمصير اليمن على غرار ما هو حاصل مع مليشيا حزب الله اللبناني الإرهابية، وهي اشتراطات غير منطقية.
وطوال السنوات الماضية، دأبت المليشيات الحوثية على إفشال أي مساعٍ نحو تحقيق السلام والاستقرار وتفخيخ مسارات حل الأزمة بالأطر السياسية.
وتملك المليشيات مساعي خبيثة من أجل إطالة أمد الحرب، وسعي المليشيات نحو استمرار الأزمة على وضعها الراهن، كونها تحقق الكثير من المصالح سواء عسكريًّا أو ماليًّا من حيث تكوين الثروات على حساب ملايين الناس.