الشرعية تستهدف مفاوضات الرياض لإنقاذ مليشياتها بالجنوب
رأي المشهد العربي
شهدت الساعات الماضية هجومًا غير مبرر من قبل عناصر تابعة للشرعية على المفاوضات المكثفة التي تجريها المملكة العربية السعودية من أجل الوصول إلى توافق لتشكيل حكومة جديدة وتفعيل بنود اتفاق الرياض المعطل منذ ثمانية أشهر تقريبًا، في خطوة تستهدف إنقاذ مليشياتها في الجنوب من التغيرات السياسية التي قد تطرأ على توجهات الحكومة الجديدة حال نجحت المفاوضات.
هجوم الشرعية صدر من التيار المحسوب على الدوحة ومن المقيمين على أراضيها، للعب على وتر فشل الحكومة الجديدة من قبل التوصل إلى توافق بشأنها، بهدف القفز على المفاوضات وإفشالها، وضمان استمرار الحكومة الحالية بخضوعها للأجندة القطرية.
تدرك الشرعية وعناصرها أن تصويب سلاح الشرعية سوف يجعلها تخسر المحور القطري التركي الإيراني والذي لعب دورًا كبيرًا في تمويل إنشاء معسكرات تدريب الإرهابيين في تعز وشبوة، ويعد الإرهابيون الذين تخرجوا من هذه المعسكرات بمثابة ذراع الشرعية لإفشال أي حلول سياسية في المستقبل، لأن هذه العناصر ستكون مستعدة لارتكاب جرائم إرهابية تؤدي إلى حالة من الاحتقان الذي لا يحقق الأجواء المناسبة لتثبيت الحلول السياسية على الأرض.
في الوقت الذي تعلن فيه الشرعية استعداداتها للمفاوضات السياسية في الرياض تقوم في المقابل بتصعيد عملياتها الإرهابية ضد المدنيين في أبين وشبوة، ما يعني أن المال القطري يتحكم في تحركات هذه العناصر وأن الشرعية ستكون بحاجة إلى تغيير شامل بما يمكن الحكومة الجديدة من التعامل بحسم أمني وعسكري مع هذه العناصر الخارجة عن القانون، وهو أمر لن يجري بسهولة لأن الجهات الإقليمية الداعمة لهذه العناصر لن تستسلم بسهولة وستحاول أن تحرق الأرض بمن فيها من خلال تصعيد العمليات الإرهابية التي سوف يدفع ثمنها الأبرياء في محافظات الجنوب المختلفة.
من المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تصعيدًا في الهجوم الإعلامي ضد المفاوضات الجارية حاليًا في الرياض وبالتوازي معه تصعيد في العمليات الإرهابية في شبوة وأبين وعدد من محافظات الجنوب، لأن الشرعية تدرك أنها تلفظ أنفاسها الأخيرة وستحاول إنعاش حظوظها بكافة السبل مستفيدة من الدعم القطري التركي الموجه لها في الخفاء والعلن أيضًا، ما يتطلب تسريع وتيرة المفاوضات الحالية وعدم السماح بوجود شخصيات محسوبة على قطر وتركيا في الحكومة الجديدة حال جرى التوافق على تشكيلها.
تبرهن تحركات الشرعية الحالية على أن هناك نجاحات دبلوماسية عديدة حققها المجلس الانتقالي الجنوبي والرئيس عيدروس الزُبيدي الذي استطاع أن يحاصر الشرعية دبلوماسيًا في الرياض إلى جانب الحصار المفروض عليها في أبين من قبل القوات المسلحة الجنوبية، وهو ما ضيق الخناق على مراوغاتها وجعلها تكثّف من هجومها على المفاوضات بما كشف موقفها الحقيقي من أي محاولات لإحلال السلام.