الجيش اليمني يتوغل 10 كم شمال شرق صعدة
«الشرعية» تقترب مـــن قطــع طرق الإمداد بين شرق تعــز وغربها.. وتتقدّم في جبل حبشي
اقتربت قوات الجيش اليمني، بمساندة التحالف العربي، من السيطرة على طرق الإمداد غرب تعز، بعد تقدمها في جبهات جبل حبشي وشمال المدينة، وسيطرتها على ست قرى، فيما واصلت عمليات «قطع رأس الأفعى» في صعدة والجوف، وتمكنت من تحرير 10 كم في عمق مديرية باقم، في حين دكت مقاتلات التحالف مواقع ومخازن أسلحة ميليشيات الحوثي الإيرانية في مناطق عدة.
وتفصيلاً، شهدت جبهات تعز، أمس، تطورات عسكرية نوعية تمكنت خلالها قوات الجيش، بمساندة كبيرة من قوات التحالف، من إحراز تقدم كبير بجبهة العنين في مديرية جبل حبشي جنوب غرب مدينة تعز، وسيطرت على قرى الجبيرية والصفراء والقاعدة، وتبة الأقحف والمشبك، ووصلت إلى قرية الصراهم في آخر معاقل الميليشيات بمنطقة شرف العنين، المطلة مباشرة على منطقة الرمادة على طريق تعز- الحديدة.
وأكدت مصادر ميدانية بالمنطقة فرض الجيش سيطرته على مشارف منطقة الرمادة على الخط الغربي الواصل بين الحديدة وتعز، الذي أصبح تحت مرمى نيران المدفعية التابعة لقوات الجيش المتمركزة في قرى الزعيف والعلافي وتلة المنارة ونقيل الكراش، التي تمت السيطرة عليها، أول من أمس.
وفي الجبهة الشمالية اقتربت وحدات القطاع الرابع التابعة لـ«اللواء 22 ميكا» من السيطرة على جبل الوعش الاستراتيجي، بعد تقدمها في شرق الجبل وشمال غرب عصيفرة، والسيطرة على إحدى ثكنات القناصة التابعين للميليشيات في منزل محمود دائل والمنازل المجاورة، وحارة جامع الشجرة، وصالة الأعراس، في المناطق الواقعة بين جبل الوعش وجبل جرة، وسط حالة من الانهيار وفرار عناصر الميليشيات.
• الجيش الوطني يحرّر عدداً من القرى شمال تعز وغربها. |
وبدأ سكان عدد من أحياء المناطق الشمالية بتعز في العودة إلى منازلهم بعد ثلاث سنوات من التشرد، خصوصاً أهالي حارة الكهرباء التي غادروها من دون أمتعة، عقب تعرضها لقصف بالهاون والقنص، ونهب بيوتهم من المتحوثين، واليوم عادوا إليها بعد تحريرها من قبل قوات الجيش ومساندة التحالف العربي.
بالتزامن تدور معارك عنيفة في الجبهة الشرقية التي أحرز فيها الجيش تقدماً كبيراً بالسيطرة على منطقتَي العدنة والشعابي، وتمكن خلال الأيام القليلة الماضية من السيطرة على مناطق الكريفات وابعر والصرمين وقلعة لوز الاستراتيجية، ومصرع المسؤول الأول عن عمليات الميليشيات في محافظة تعز، القيادي الحوثي المكنى (أبوعثمان)، وأربعة من عناصره في محيط تبة السلال شرق المدينة، فيما أقرت الميليشيات بوصول 150 جثة لمقاتليها من جبهات تعز إلى محافظة حجة وحدها، سقطوا خلال معارك الأيام الأخيرة.
وفي مديرية شرعب الرونة بشمال تعز، شهدت عزلة الزراري مواجهات عنيفة بين أهالي المنطقة ومسلحين حوثيين أدت إلى مقتل خمسة وإصابة آخرين في صفوف الجانبين، ووفقاً لشهود عيان بالمنطقة فإن المواجهات جاءت عقب مصرع مسؤول الحوثيين، الزعيم القبلي إدريس نصر علي غالب الشرعبي، نهاية ديسمبر الماضي، على يد مسلحين مجهولين من أبناء المنطقة.
وفي جبهات شمال لحج، القريبة من المناطق الجنوبية لتعز، أكدت مصادر عسكرية تابعة للشرعية أن قوات الجيش تستعد لبدء معركة واسعة لتطهير ما تبقى من مناطق تابعة للقبيطة وكرش، وفتح الطرق باتجاه المناطق الأولى لتعز في حيفان والراهدة، بإشراف المنطقة العسكرية الرابعة التي تقع تعز في إطارها، مشيرة إلى أن تعزيزات وصلت إلى مناطق تبة القناصين ومدرسة الفلاح القريبة من التبة الحمراء في مديرية القبيطة استعداداً للعملية.
وفي صعدة، معقل الميليشيات الرئيس شمال اليمن، تمكنت قوات الجيش من الوصول إلى مناطق ما بعد مندبة مركز مديرية باقم، بالتزامن مع إطلاق الجيش تأكيدات استكمال الاستعدادات لبدء تنفيذ خطة عسكرية لتحرير المناطق الشمالية والشرقية لصعدة وصولاً إلى مركز المحافظة عبر محاور متعددة. وكانت قوات الجيش، بمساندة التحالف، تمكنت من تحرير مساحات كبيرة في جبهة علب، بلغت قرابة 10 كلم في عمق منطقة باقم، وتتمثل في مدينة مندبة وجبل الشعير والتباب السود وتبة الخزان، ومنفذ علب الذي يعد من أهم المنافذ البرية.
وكانت مقاتلات التحالف شنت 12 غارة استهدفت مواقع الميليشيات في مناطق متفرقة من صعدة الحدودية، وتحديداً في منطقتَي آل عمار والمهاذر بمديرية سحار، والعطفين بمديرية كتاف، وأخرى في مديريتَي غمر ورازح، أدت إلى تدمير تعزيزات عسكرية تابعة للميليشيات ومصرع وإصابة عدد من عناصرهم.
وفي الجوف، واصلت قوات الجيش عملياتها العسكرية في مديرية المتون غرب المحافظة، وتمكنت من السيطرة على مناطق واسعة في محيط مزوية، بعد شنها هجوماً معاكساً على الميليشيات التي حاولت عناصرها التسلل إلى مواقع الجيش في المنطقة، وفقاً للمركز الإعلامي التابع للجيش في المحافظة.
وفي مأرب اعترضت الدفاعات الجوية، التابعة للتحالف، صاروخاً بالستياً هو الثالث الذي تطلقه ميليشيات الحوثي على مأرب في أقل من 24 ساعة، أدت إلى تدميره بالجو من دون إحداث أي أضرار، سبقه تدمير اثنين بالطريقة نفسها.
من جهة أخرى، استهدفت مدفعية الجيش مواقع الميليشيات في وادي الركب، بين صرواح وريف العاصمة الجنوبي، أوقعت في صفوفهم خسائر كبيرة وفقاً لمصادر ميدانية، مشيرة إلى أن مقاتلات التحالف استهدفت مواقع للمليشيات خلف تبة السنام، جنوبي هيلان، شرقي مديرية صرواح.
وفي صنعاء العاصمة، قصفت مقاتلات التحالف تجمعاً للميليشيات في مبنى الأدلة الجنائية بمنطقة ذهبان شمال العاصمة، أدت إلى مقتل العشرات من عناصرهم، بينهم قيادات تم نقلهم إلى مستشفيات العاصمة تحت حراسة مشددة من عناصرهم.
من جهة أخرى، تمكن أربعة من كبار ضباط الحرس الجمهوري التابع لحزب المؤتمر الشعبي العام، من الفرار باتجاه عدن، بمساعدة قبائل خولان وأخرى من الضالع.
إلى ذلك كشف الناطق الرسمي باسم شركة النفط، المهندس أنور العامري، عن قيام ميليشيات الحوثي الإيرانية عن نهب 27 مليار ريال من حساب الشركة، وقامت بإصدار تعميم جديد بأسعار المشتقات النفطية وجرعة جديدة يتكبدها المواطن.
وفي حجة، شنت مقاتلات التحالف 25 غارة على مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي الانقلابية، في جبهتَي ميدي وحرض، خلال اليومين الماضيين، أدت إلى تدمير خنادق ومنصات إطلاق صواريخ وتدمير تعزيزات لهم، ومصرع وإصابة عدد من عناصرهم بينهم قيادات ميدانية.
وفي البيضاء، قتل وأصيب 16 شخصاً في مواجهات قبلية أشعلتها ميليشيات الحوثي في رداع، بهدف لفت الأنظار عما يجري من عمليات للجيش في مديريات ناطع وردمان ومسورة، فيما تمكنت المقاومة في مديرية ذي ناعم من إحباط محاولة تسلل للميليشيات باتجاه مواقعهم في منطقة الأريل.