مقترحات جريفيث.. هل تنقذ خطة السلام من إرهاب الحوثيين؟
على الرغم من التصعيد العسكري المتواصل من قِبل المليشيات الحوثية الموالية لإيران على نحوٍ أجهض فرص الحل السياسي، يواصل المبعوث الأممي مارتن جريفيث جهوده من أجل إنقاذ هذا المسار الهادف إلى وقف الحرب.
وفي هذا الإطار، كشفت صحيفة "البيان" الإماراتية، اليوم السبت، عن بعض المقترحات الجديدة التي يناقشها جريفيث لتعديل خطته المُحتملة للسلام في اليمن.
الصحيفة نقلت عن مصادر مطلعة قولها إنّ جريفيث حصل على موافقة حكومة الشرعية، ويبحث حاليًا عن موافقة الحوثيين عليها.
مقترحات جريفيث، وفق المصادر، تتضمَّن إعلانًا مشتركًا من كافة الأطراف بوقف شامل لإطلاق النار، وتشكيل فريق للمراقبة على ذلك.
وتشمل المقترحات أيضًا وضع ترتيبات اقتصادية من بينها صرف رواتب الموظفين، وإعادة تشغيل مطار صنعاء الدولي، إلى جانب التزام واضح وصريح بذهاب الطرفين إلى محادثات سياسية شاملة.
وأجرى جريفيث في الأيام الماضية، جهودًا كبيرة من أجل إحياء فرص نجاح الحل السياسي، في محاولة تهدف إلى وقف الحرب التي تخطّت عامها السادس، وخلّفت مآسي إنسانية هي الأشد بشاعة على مستوى العالم.
والأسبوع الماضي، قدّم جريفيث مقترحات لحل الأزمة سياسيًّا، تضمّنت وقف القتال، وتشكيل لجان عسكرية بمشاركة ضباط من الأمم المتحدة للفصل بين القوات، وإعادة تشغيل مطار صنعاء، وصرف رواتب الموظفين، والتزام واضح بالذهاب إلى محادثات سلام شاملة.
وبحسب محللين، فإنّ خطة جريفيث مرهونة بموافقة الحوثيين عليها، حيث يسعى المبعوث الأممي إلى تقديم المسودة المعدلة للمليشيات الحوثية، من أجل انتزاع موافقتهم عليها.
وكثيرًا ما أقدم جريفيث على طرح خطط ومقترحات من أجل حل الأزمة سياسيًّا، إلا أنّ المليشيات الحوثية أفشلت كل هذه المسارات عبر سلسلة طويلة من الخروقات والانتهاكات.
كما وضعت المليشيات عدة عراقيل من أجل إفشال هذه الجهود، بينها حصولها على تعويضات ورواتب الموظفين لمدة عشر سنوات، بما يعني الإقرار بتحكمها بمصير اليمن على غرار ما هو حاصل مع مليشيا حزب الله اللبناني الإرهابية، وهي اشتراطات غير منطقية.
وعملًا على الاستفادة من أخطاء الماضي، بات لزامًا على المجتمع الدولي عبر منظماته المعنية وفي مقدمتها الأمم المتحدة الضغط على المليشيات الحوثية وإجبارها على السير في طريق السلام، عملًا على وقف الحرب التي طال أمدها أكثر مما يُطاق.