الحوثي يجهض زيارة غريفيث إلى صنعاء قبل حدوثها
أجهضت مليشيا الحوثي زيارة المبعوث الأممي المقررة إلى صنعاء خلال الأيام المقبلة، وذلك بعد تهًرب قياداتها من لقاء مارتن غريفيث الذي يزور العاصمة العمانية مسقط، في إشارة إلى أنها غير راغبة في السلام وليست مستعدة لأي محاولات من أجل التهدئة خلال الفترة المقبلة، وهو ما يؤكد على استمرارها في نهجها التصعيدي في الحديدة وضد المملكة العربية السعودية.
ويرى مراقبون أن المليشيات المدعومة من إيران تستهدف استمرار عمليات التصعيد التي تمارسها من دون إعطاء الفرصة لأي محاولات دولية للتهدئة، وأن عناصرها لديهم يقين بأن التحالف العربي يطلب السلام في ظل استمرار إطلاق الصواريخ الإيرانية على المملكة وليس سعيا لحل الأزمة اليمنية بشكل نهائي، وبالتالي فإن إيران لديها رغبة حثيثة في استمرار التصعيد بما يخفف من الضغوطات الدبلوماسية والعسكرية السعودية التي تقودها ضدها مؤخرا.
ويذهب البعض للتأكيد على أن المليشيات الحوثية تتردد بشأن التوصل إلى اتفاق سلام شامل ونهائي لأن هناك تيارين داخلها الأول لا يمانع في الجلوس على طاولة المفاوضات من أجل الاستماع إلى رؤى المبعوث الأممي بشأن السلام، والآخر يرفض ذلك بشدة ويصر على استمرار حسم المعركة عسكريًا من خلال التصعيد اليومي في الحديدة وأيضًا عبر الصواريخ البالستية التي تطلقها ضد المملكة العربية السعودية.
وبحسب العديد من العسكريين فإن الارتكان الحوثي على الحل العسكري لن يؤدي إلى شيء سوى إطالة أمد الصراع والإضرار بالمدنيين بل إنها قد تخنق نفسها بحبال هذا التصعيد حال تعرضت إلى وقف الدعم القطري الذي يصل إليها حاليا بمساعدة قطر والتي تسعى بكافة السبل لإفشال جهود التحالف العربي في اليمن.
كشف مصدر سياسي مطلع عن تعثر لقاء المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، ووفد مليشيا الحوثي المتواجد في مسقط، خلال زيارة المبعوث الدولي إلى العاصمة العمانية.
وقال المصدر في تصريحات لـ"المشهد العربي"، إن وفد مليشيا الحوثي الذي يرأسه ناطق المليشيا المدعو محمد عبدالسلام، تهرب من لقاء غريفيث وفق تعليمات من صنعاء.
وأضاف أن رئيس وفد الحوثيين رد على مكتب المبعوث الأممي بأنه لن يلتقي غريفيث إلا بعد السماح بدخول السفن النفطية إلى ميناء الحديدة، ورفع القيود الحالية عنها، مشيرًا إلى أن غريفيث اكتفى بلقاء المسؤولين العمانيين وعاد صوب العاصمة الأردنية حيث يتواجد مكتبه.
وكانت صحيفة "العرب" اللندنية قد توقعت أن يزور المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث صنعاء ومسقط، ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها، إن جولة غريفيث التي بدأت من المملكة العربية السعودية لها هدفان، هما تحريك اتفاق الرياض، وكذلك زيادة معدلات الثقة فيما يخص مقترحات الأزمة اليمنية.
وتهربت مليشيا الحوثي من الرد على المسودة المُعدلة، التي قدمها مكتب المبعوث الأممي مارتن غريفيث، بشأن وقف إطلاق النار، وبدء مشاورات سياسية للحل الشامل، وتمسكت بالرؤية الأحادية التي قدمتها المليشيات لمكتب المبعوث ألأممي سابقًا.
وكان مكتب المبعوث الأممي قد سلم المليشيات الأسبوع الماضي، الصيغة المُعدلة لخطة السلام غير أن المليشيات رفضت التعاطي معها، والتي تضمنت آليات لوقف إطلاق النار تمهيدًا للدخول في مشاوات شاملة للوصول إلى الحل السياسي السلمي، ووضع تدابير إنسانية عاجلة بشأن توحيد جهود مواجهة "كورونا"، وإزالة العراقيل الخاصة بالمساعدات الإنسانية، وسرعة صيانة خزان صافر النفطي.
فيما اعتبرت صحيفة "الشرق الأوسط"، أن خطة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث مرهونة بموافقة الحوثيين عليها.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن غريفيث يسعى خلال الفترة المقبلة إلى تقديم المسودة المعدلة للمليشيات الحوثية، من أجل انتزاع موافقتهم عليها، مشيرة إلى أن غريفيث سبق أن قدم خطة منذ عدة شهور ووافقت عليها حكومة الشرعية، لكن رفض الحوثيين لها ووضع تعديلات بها جعلها تتعسر ولا تنفذ على أرض الواقع.