سياسة النفس الطويل تضيق الخناق على الشرعية في الرياض
تجد الشرعية نفسها في مأزق بعد أن طالت فترة مفاوضات اتفاق الرياض والتي بدأت بشكل فعلي منذ دعوة المملكة العربية السعودية الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي لزيارتها مطلع شهر مايو الماضي، غير أنه وحتى هذه اللحظة لم يحدث تقدم على الأرض سوى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار من دون أن تلتزم به الشرعية.
تحاول الشرعية اللعب على عامل الوقت من أجل تمرير مؤامراتها غير أنها تجد نفسها هذه المرة محاصرة من جميع الجهات فعلى المستوى العسكري لم تحقق أي نجاحات تذكر على الجبهات سواء كان ذلك في أبين أو حتى في سقطرى بعد أن تعرضت للطرد من المحافظة وظلت في موقف الضعيف طيلة الشهرين الماضيين من دون أن تستغل عامل الوقت الذي وقف في صالحها.
وعلى المستوى السياسي فإن الشرعية أضحت تعاني من تفتت أكبر من الذي كانت تعانيه من قبل بفعل استقالة بعض وزرائها للضغط عليها من أجل الانسحاب من أي مفاوضات سياسية، إلى جانب أن عقدها انفرط وأضحى كل تيار يمارس سياساته التي يؤمن بها وتحقق مصالح الأطراف الإقليمية التي تدعمه، ما جعلها قوة سياسية مهلهلة ليس لها وجود فعلي على الأرض باستثناء الارتكان على المليشيات الإرهابية التي تحاول أن تعبث بأمن الجنوب.
وبالإضافة إلى ذلك فإن الشرعية أضحت فاقدة للظهير السياسي في الداخل والخارج وذلك بفعل تعدد الأجندات وإن كانت أضحت أكثر قربا من محور الشر الإيراني التركي القطري لكنها في نهاية الأمر لن تكون قادرة على خسارة علاقتها بالتحالف العربي، وهو ما يجعلها في حيرة من أمرها.
أثبتت سياسة النفس الطويل التي انتهجها المجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي أيضا، بأنها نجحت في تضييق الخناق على الشرعية لأن أي قرارات سوف تتخذها بعيدا عن اتفاق الرياض يعني انتحارها بشكل علني لأن التحالف العربي سيكون قد استخدم معها جميع الأساليب التي من الممكن أن تساعدها على تصويب سلاحها ليكون في مواجهة المليشيات الحوثية.
السياسة الدقيقة التي انتهجها المجلس الانتقالي كانت محل نقاشات موسعة، اليوم الاثنين، حيث استعرض فضل محمد الجعدي، مساعد الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، خلال الاجتماع الدوري الأول للأمانة العامة عقب جائحة كورونا، سير مباحثات الرياض.
وشدد على أن الأمور تسير نحو مصلحة الجنوب وتطلعاته، مؤكدًا أن المجلس الانتقالي الجنوبي نجح في فرض رؤيته السياسية بعد أن أصبح رقمًا هامًا على الساحة السياسية والعسكرية، موضحًا مراحل عملية السير في اتفاق الرياض، خلال المفاوضات الجارية في العاصمة السعودية الرياض.
وناقشت الأمانة العامة للمجلس الاتجاهات الرئيسية لخطة عملها بهدف تعزيز نجاح الإدارة الذاتية، عبر خطط وبرامج لكل دائرة من دوائرها، كما تطرق المجتمعون إلى تطورات المشهد السياسي خلال الأسبوعين الماضيين، وأقروا خطة الاجتماعات الدورية للفصل الثالث.
ومن جانبه شن المحلل السياسي السعودي فهد ديباجي، اليوم، هجومًا حادًا على جماعة الإخوان الإرهابية في اليمن، مؤكدًا أنهم يُخططون لتعطيل اتفاق الرياض بهدف خلط الأوراق.
وقال في تغريدة عبر "تويتر": "أي عبث وجنون وأوامر يسير عليها الإخوان، حين تخرج الدبابات من مأرب إلى شبوة وتترك الجبهات المشتعلة في مأرب مع الحوثي، يفتح ألف علامة استفهام وتعجب".
وأضاف: "يبدو لي أن غايتهم تعطيل وتخريب اتفاق الرياض بفتح جبهات هنا وهناك لخلط الأوراق وبعثرة المشهد من جديد".