هل تعاقب مليشيات الإخوان التحالف العربي بسبب خسارة سقطرى؟
منذ أن حققت القوات المسلحة الجنوبية انتصارات متتالية في محافظة أرخبيل سقطرى وتمكنت من طرد مليشيات الإخوان بمعاونة أبناء المحافظة البواسل تبحث الشرعية عن وسيلة للرد على هذه الخسارة، فلجأت تارة إلى عدم الالتزام بوقف إطلاق النار في أبين، وتارة أخرى إلى الزج بمزيد من عناصرها باتجاه شبوة، ويبدو واضحا أنه لن تمانع في تسليم أجزاء جديدة من مأرب إلى المليشيات الحوثية في ظل الحشد الحوثي باتجاه المحافظة.
ويرى مراقبون أن الشرعية تسعى إلى إثبات ولائها إلى محور الشر التركي القطري والذي عًول عليها في وضع موطأ قدم له في جزيرة سقطرى، غير أنها خذلت الدولتين بعد أن خسرت نفوذها في المحافظة بما سوف يدفعها إلى عقاب التحالف العربي من خلال تعقيد الأوضاع بشكل أكبر داخل اليمن بما يؤدي إلى إفشال جهوده ومن ثم إيجاد ثغرة جديدة للتدخل القطري التركي.
قد تذهب الشرعية إلى تفعيل اتفاقاتها الخفية مع المليشيات الحوثية بعد أن سلمتها غالبية جبهات الشمال، وأن ذلك قد يحدث من خلال استخدام ورقة مأرب للضغط على التحالف، في حين أنها لا تدرك أن سقطرى أضحت بيد القوات المسلحة الجنوبية التي ستحافظ عليها من الاحتلال الإخواني، بجانب أن التمادي في عملية تسليم الجبهات لن يضر سوى الشرعية ذاتها التي تفرط في مناطق نفوذها واحدة تلو الأخرى.
يؤكد متابعون على أن الشرعية قد تضاعف من عملياتها الإرهابية بحق الجنوب خلال الأيام المقبلة، حتى وإن أقدمت على تقديم تنازلات في الرياض حيث تجد نفسها مضطرة على ذلك أيضاً، لكنها مازالت تناور بالأوراق التي لديها من أجل استعادة نفوذها الذي فقدته في الجنوب، وهو ما يجعل من تطبيق اتفاق الرياض أمراً ليس سهلاً حتى وإن كررت الشرعية فعلتها السابقة وأعلنت عن موقف مؤيد لتشكيل حكومة جديدة، ففي النهاية لن توجه سلاحها ليكون في وجه المليشيات الحوثية.
ومن جانبه وجه المحلل السياسي السعودي فهد ديباجي، اليوم، عدة تساؤلات لحكومة الشرعية وجماعة الإخوان الإرهابية في اليمن بعد قيام مليشيات الحوثي الإرهابية بالحشد باتجاه مأرب، وقال في تغريدة عبر "تويتر": "يقال أن الحوثيين يحشدون باتجاه مأرب، يا ترى ما أنتم فاعلون يا إخوان الشرعية؟".
وأضاف: "هل ستقولون لم نكن نعلم وأخذونا على حين غرة؟.. هل ستتركون لهم الجبهات كما فعلتم في الجوف ونهم؟ أم ستتركون المواجهة للقبائل والتحالف وتتفرجون عليهم؟ أم ستتجاهلون المواجهة فلديكم ما هو أهم (سقطرى- شبوة- أبين)؟".
استنكر الناشط السياسي علي الأسلمي، اليوم، وجود حشود لمليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية في شبوة وأبين، رغم قيام مليشيات الحوثي الإرهابية للحشد باتجاه مأرب، قال في تغريدة عبر "تويتر": "الحوثي يحشد باتجاه ما بقي من مأرب والمليشيا الوطنية (الجيش الوطني) يحشد باتجاه شبوة وأبين".
ورداً على ممارسات الشرعية الإرهابية، أكد المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي نزار هيثم، اليوم الإثنين، أن شعب الجنوب لم ولن يركع إلا لله.
وكتب عبر تغريدة له على "تويتر": "المجلس الانتقالي الجنوبي مُفوض من شعب جبار يؤمن بالنضال السلمي، وقياداته مُستعدة للتضحية والدفاع عن الأرض والعرض، وكل مؤامرات تركيعهم باءت بالفشل، فليعلم الغزاة أن شعب الجنوب لم ولن يركع إلا لله".