الاستهداف الحوثي لـالمستضعفين.. مليشياتٌ تسير في طريق الشيطان
تواصل المليشيات الحوثية الموالية لإيران، استهداف والتضييق على المستضعفين على نحوٍ فاقم المأساة الإنسانية، المعروفة بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم أجمع.
المليشيات الحوثية تملك باعًا طويلة في جرائم استهداف الفئات الضعيفة، على النحو الذي ضاعف المأساة الإنسانية بشكلٍ لا يُطاق.
أحدث الجرائم الحوثية تمثَّلت في إقدام المليشيات على منع صرف رواتب كبار السن والمرضى من صندوق النظافة والتحسين في محافظة إب.
وفي التفاصيل، كشفت مصادر "المشهد العربي"، عن قرار من مدير الصندوق المعين من المليشيا، المدعو طارق الوصابي، بإيقاف صرف رواتب المتقاعدين وأصحاب إصابات العمل الشديدة.
وأضافت أنه طالب المصابين خلال أداء أعمالهم في الشوارع، بإحضار تقارير طبية رسمية تثبت عجزهم.
ووصف نشطاء قرار المدعو الوصابي بأنه خطوة غير إنسانية، مشيرين إلى أن تلك الرواتب بسيطة ولا تتجاوز 20 ألف ريال، بينما يتقاضى المسؤولون في الصندوق ومن يقف خلفهم مبالغ كبيرة جدا من إيراداته.
محافظة إب الخاضعة لسيطرة الحوثيين تدفع ثمنًا باهظًا جرّاء خضوعها لهذه الهيمنة الغاشمة، في وقتٍ تفنّنت فيه المليشيات من أجل تعميق الأزمة الإنسانية، لا سيّما من خلال تردي الخدمات من جانب، فضلًا عن العمل على إفساح المجال أمام الفوضى الأمنية والمجتمعية بشكل كبير.
وفي مفارقة غربية، فإنّ محافظة إب التي يُحرم متقاعدوها ومصابو إصابات العمل الشديدة من صرف رواتبهم، كانت على موعدٍ مع جريمة فساد، فاحت منها رائحة الحوثيين، تعلقت باختفاء 100 ملوين ريال، كانت المليشيات قد داعت أنّها مخصصة للإفراج عن السجناء المعسرين، لكنّها ذهبت إلى جيوب الفاسدين.
هذا الخبث الحوثي لا تعانيه فقط محافظة إب، فبشكل عام أقدمت المليشيات على نهب الموارد وأجبرت القطاع الخاص على دفع الأموال وقاسمته أرباحه، وأوقفت الإنفاق على الخدمات العامة، ودفع الرواتب.
كما خصّصت مليشيا الحوثي التبرعات والجبايات التي يدفعها السكان بالقوة وتحت التهديد، ومواد الإغاثة لتمويل موازنتها العسكرية، وللاحتفالات التي تنظمها على مدار العام، ونصف راتب كل ستة أشهر لنحو 100 ألف موظف.
هذه السياسة الحوثية أنتجت واقعًا معيشيًّا شديد التردي، كبّد القاطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات كلفة باهظة، توارت وراءها أدنى مقومات الحياة.