الشرعية تستبق الحكومة الجديدة بتفريغ مضامين اتفاق الرياض

الثلاثاء 7 يوليو 2020 19:00:00
testus -US

رأي المشهد العربي

تشير معلومات أولية إلى أن الشرعية قد تقبل بتشكيل حكومة مناصفة بينها وبين المجلس الانتقالي الجنوبي تنفيذًا لاتفاق الرياض، وأن المفاوضات الجارية في العاصمة السعودية شهدت تطورًا ملحوظًا خلال الساعات الماضية، غير أنها في الوقت ذاته تعمل بكل ما أوتيت من قوة لتفريغ الاتفاق من مضمونه حتى وإن جرى التوافق على تشكيل حكومة بما يؤدي لإفشال عملها.

تعمل الشرعية على تجريف البيئة الصالحة لتنفيذ اتفاق الرياض وذلك من خلال حشد العناصر الإرهابية باتجاه محافظات الجنوب وتكثيف عمل معسكرات تدريب الإرهابيين بما يجعلهم جنودًا لها على أرض الواقع لإفشال أي محاولة لتصويب سلاحها، لأن خريجي هذه المعسكرات ستكون لديهم عقيدة عسكرية معادية لدول التحالف العربي وموالية لقطر وتركيا وهو ما يؤدي إلى إفشال أي محاولة لتنفيذ بنود اتفاق الرياض المرتبطة بتصويب سلاحها.

أطلقت الشرعية سراح العديد من عناصرها الإرهابيين الفاعلين في عدد من المحافظات، في مقدمتها تعز وشبوة والمهرة وذلك لتمكين الأجندة القطرية التركية من مفاصل الدولة ومؤسسات السلطة المحلية، وبما يؤدي لإفشال مهام الحكومة الجديدة التي ستجد نفسها أمام أوضاع لا يمكن التعامل معها طالما استمر تيار قطر المهيمن على الشرعية في الإقدام على تلك التصرفات.

دفعت الشرعية خلال الأيام الماضية إلى تكثيف الحضور الإعلامي لبعض الشخصيات السياسية الموالية لقطر وتركيا ومنهم من طالب بشكل مباشر إلى تدخل تركي في اليمن، وآخرون اعتبروا أن الحكومة الجديدة تحقق مصالح المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وهو ما يعني الترصد بها من قبل تشكيلها في خطوة مماثلة لما أقدمت عليه الشرعية قبل أن توقع على اتفاق الرياض حيث ذهبت للحديث عن استحالة تطبيقه على الأرض.

تحاول الشرعية إفشال المفاوضات الجارية حاليًا بأي شكل من الأشكال الأمر الذي دفعها إلى تصعيد نبرة الانحياز إلى المعسكر التركي القطري الإيراني في محاولة للضغط على التحالف العربي الذي يحاول إنجاز الاتفاق وإفشال مخططات محور الشر الذي يحاول إبقاء الأوضاع كما هي الآن لحين تحقيق انتصارات عسكرية على الأرض.

يدرك التحالف العربي أنه في سباق مع الوقت من أجل دفع الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة، لأن المعسكر المعادي يعمل على تعطيل الاتفاق أكبر وقت ممكن بما يمكنه من تدريب أكبر قدر ممكن من الإرهابيين داخل المعسكرات التي جرى تدشينها مؤخرًا بما يؤدي إلى تغيير المعادلة العسكرية على الأرض، عبر نشر جيوش جديدة من الإرهابيين ستكون مهمتها الأساسية معاداة الجنوب والتحالف العربي عبر تعزيز التنسيق السياسي والعسكري مع المليشيا الحوثية الإرهابية.