أزمة النفط المفتعلة.. سكين الحوثي الذي يذبح السكان
يبدو أنّ النفط سيظل عنوانًا للأزمات العديدة التي تصنعها المليشيات الحوثية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بغية تأزيم الوضع الحياتي على السكان.
المليشيات الموالية لإيران تواصل افتعال أزمة المشتقات النفطية في صنعاء ومناطق سيطرتها، الأمر الذي دفع السكان للشراء من السوق السوداء بأسعار مضاعفة، رغم دخول عدد من السفن النفطية إلى ميناء الحديدة.
وشوهدت طوابير طويلة للسيارات أمام محطات الوقود، وسط اتهامات للحوثيين بإخفاء المشتقات النفطية، حيث كشف مصدر بشركة النفط بصنعاء لـ"المشهد العربي"، أنّ الشركة التي تديرها قيادات حوثية ترفض إنزال كميات كبيرة إلى السوق، وتكتفي بكميات محدودة في بعض محطات الوقود، رغم وجود كميات كبيرة تغطي حاجة المواطنين.
وأضاف أنّ أربع سفن تحمل مشتقات نفطية وصلت خلال الأيام الماضية إلى ميناء الحديدة، وأن هناك سفنًا أخرى في الطريق إلى ميناء الحديدة، لكنّ المليشيات تسعى لاستمرار أزمة المشتقات النفطية والمزايدة الإنسانية والإعلامية, بهدف التنصل من الآلية الأممية الحالية التي تقر تحصيل الجمارك الخاصة بالمشتقات النفطية، وتوريدها إلى بند المرتبات في فرع البنك المركزي في الحديدة، وكذلك رفع القيود التي تمكنها من الحصول على النفط الإيراني المجاني.
المليشيات الحوثية دأبت طوال أعوام حربها العبثية على صناعة الأزمات الحياتية أمام السكان، ويعتبر "النفط" هو أحد أهم الأزمات التي تجيد المليشيات صناعتها، وذلك بالنظر إلى تداخله في مختلف قطاعات الحياة التي لا يمكن للسكان الاستغناء عنها بأي حالٍ من الأحوال.
وفيما كان إنقاص النفط سببًا في تأزيم الوضع المعيشي، فقد جاءت هذه السياسة الحوثية الخبيثة لتفاقم تفشي جائحة كورونا التي سجّلت في الأساس حضورًا مرعبًا في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات.
وفيما لوحظ مؤخرًا اختفاء الوقود من مناطق سيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية، فقد رأى مراقبون أنّ هذا الاختفاء يفاقم أزمة "كورونا"، ويُصعب من مكافحة الوباء.
وكشفت تقارير رسمية عن أنّ المئات من المستشفيات مُهددة بإغلاق أبوابها، والتحول لمرافق إسعاف أولي نتيجة عدم توفر المحروقات، في وقتٍ لا يظهر أي تأثير لندرة الوقود والأدوية والأغذية على الحرب التي تشعلها مليشيا الحوثي في عدة جبهات.
وكثيرًا ما أقدمت المليشيات الحوثية على صناعة أزمات نفطية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ضمن سياستها التي تتعمّد مضاعفة الأعباء على السكان في المناطق التي يهيمن عليها هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران.
وتعمل المليشيات الحوثية على افتعال أزمات وقود والمزايدة الإنسانية عليها في ظل تفشي كورونا للإفراج عن شحنات نفط إيرانية تابعة لشركات حوثية، والتنصل من آليات استيراد المشتقات النفطية.
و"اختلاق الأزمات" هو سلاح بشع أشهرته المليشيات الحوثية في وجه السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، مستهدفةً من وراء ذلك تكبيد المدنيين أعباء إنسانية فادحة، تضمن لهم مزيدًا من السيطرة على الأوضاع وإطالة أمد الحرب.
وتفرض المليشيات الحوثية سيطرة مُحكمة على آليات سوق النفط وآليات استيراد المشتقات النفطية، مع سحب كميات الديزل والبترول إلى جانب الغاز المنزلي من المحطات الرسمية، وبيعها بأسعار مضاعفة في السوق السوداء التي تشكل أحد أهم مصادر تمويل مجهودها الحربي وثراء القيادات والمشرفين التابعين لها.