ذعر في أسواق المال.. هل هي نهاية قاسية لسباق ترامب؟
الأربعاء 7 فبراير 2018 08:51:00
تعد البورصة من الموضوعات المحببة لدى دونالد ترامب، لا غرابة في ذلك، بعد أن رافقت الفترة الرئاسية الحالية للرئيس الأمريكي صعوداً مستمراً للبورصة "وحطم سوق الأسهم رقماً قياسياً تلو الآخر"، حسب ما قال ترامب أخيراً، في خطابه الأخير الذي قدم من خلاله كشف حساب عن الفترة التي قضاها في منصبه.
وقال ترامب إن أرباح البورصة بلغت8 تريليون دولار في السنة الأولى من حكمه، وأن جميع الأمريكيين استفادوا من ذلك.
ولكن، سرعان ما كان الاستيقاظ المفزع أمس الإثنين، فشهدت سوق الأسهم الأمريكية هبوطاً حاداً جذب معه البورصات العالمية لأسفل.
فهل يعني ذلك نهاية سباق ترامب؟ الساعة الآن الثالثة عصراً بالتوقيت المحلي في نيويورك، وتسود حالة طوارئ في بورصة وول ستريت، خسر مؤشر داو جونز الأمريكي أكثر من 800 نقطة في 15 دقيقة فقط، ثم فقد نحو 1600 نقطة في ذروة انهياره، وهي خسارة لم يتكبدها في يوم واحد من قبل.
وفي نهاية اليوم، كانت الخسارة أقل نسبياً، فأغلق مؤشر داو بخسارة نحو 1100 نقطة ما يعني تراجعاً بـ 4.6%.
وكانت آخر مرة يحدث فيها مثل هذا التدهور المفاجئ في 2011 "فما حدث اليوم يمكن أن يوصف بأنه انهيار"، حسب الخبير توماس ألتمان من شركة "كيو سي" للاستثمارات.
خسائر البورصات العالمية
طال الغضب البورصات العالمية أيضاً، ففي اليابان تراجع مؤشر نيكي لأكبر 225 شركة بنحو ألف نقطة في أول 15 دقيقة من التعامل.
وفي الصين أيضاً وهونغ كونغ وأستراليا كانت هناك خسائر واضحة.
ولا يزال المستثمرون الألمان هادئين نسبياً، وظل مؤشر داكس بمعزل عن حاجز ما دون 12 ألف نقطة.
وتراجع المؤشر وقت الظهر بـ 1.60% ليصبح 12484 نقطة.
ولا يزال التجار والمحللون يجدون صعوبة لمعرفة أسباب هذا الانهيار في الولايات المتحدة على وجه الدقة: "حيث لا يزال الكثير من المستثمرين في ذعر تام"، حسب ألتمان، الذي أضاف: "السبب في ذلك هو مزيج من أسعار مبالغ فيها سابقاً في أمريكا وتحمس مفرط ثم ارتفاع مفاجئ في الفائدة"، حسب تفسير دانيل سورينز من مكتب فاينجولد لأبحاث سوق المال.
ومقارنةً مع انهيار البورصة عام 1987 الذي عُرف باسم "الإثنين الأسود" تحدث سورينز عن "اثنين رمادي".
وكان تقرير سوق العمل الأمريكي يوم الجمعة، كسر معنويات المستثمرين بالفعل.
وكان تباطؤ النمو في الأجور رغم الازدهار الاقتصادي أكثر مما كان متوقعاً وهو ما كان جميلاً للأمريكيين من ناحية، ولكنه ربما حرك التضخم من ناحية أخرى، الأمر الذي ربما أجبر البنك المركزي الأمريكي على زيادة الفائدة الرئيسية بنسبة أكثر مما كان يخطط لها، وذلك لكبح ارتفاع الأسعار.
وعلى الجانب الآخر، فإن ارتفاع الفائدة لا يعجب المستثمرين، حيث إن هذه الفائدة تزيد سعر المال والقروض البنكية ما يؤدي لتثبيط النمو الاقتصادي.
ولكن هل يصلح هذا "الخوف من الفائدة البنكية" وحده لتفسير للانهيار؟
أسئلة وتفسيرات
يجيب كريغ ايرلام من شركة أواندا للاستثمار في الأسهم عن هذا السؤال قائلاً: "هناك بالطبع الكثير من الأسئلة التي تطرح مرة أخرى عن التجارة الذاتية عند التحدث عن هذا الانهيار".
أصبح جزء كبير من أسواق المال يوجه من خلال برامج حاسوبية ما يعني أن التجارة تجري بشكل ذاتي.
فعندما تتجاوز بعض الأسهم حاجزاً معيناً من السعر فإن برامج "التداول الخوارزمي" تتخلى عن أسهم أخرى في السوق ما يزيد في تدني أسعار الأسهم.
ويعتقد ايرلام أن الظاهرة التي يطلق عليها تعبير "الانهيار المفاجئ" حدثت هذه المرة أيضاً.
فهل انتهى تصحيح أسعار الأسهم بهذا السقوط القصير؟ يفضل خبراء أسواق المال التحفظ في الرد على هذا السؤال.
ورجح وين ثين من مؤسسة براون برازرس للاستثمارات، أن يستمر التأهب في الأسواق، ولكن من المؤكد الآن أن الرئيس ترامب سيعاني من تفاخره السابق بانتعاش البورصة، وهو الذي كان يعتبر دائماً الارتفاع في أسعار الأسهم إنجازاً شخصياً له، واعتبر أداء البورصة مقياساً لإنجازاته السياسية واعتبر الأسعار في البورصة هي استطلاعات الرأي الحقيقية عن أدائه وقال: "ها أنتم أولاء ترون ما يحدث مع أسواق الأسهم، الناس يدركون ما نفعله".
وبالفعل يُمكن لمن يفهم أن الاقتصاد لا يعني فقط الحانة المجاورة له ويستطيع العد على ثلاثة أصابع أن رئيساً لم يمكث في منصبه سوى عام واحد لا يمكن أن يكون وراء هذه القفزات.
الإصلاح الضريبي
ولا يمكن للإصلاح الضريبي الذي لم يمر على اعتماده سوى بضعة أسابيع، أن يكون سبب ارتفاع أسعار الشركات الأمريكية بـ 8 تريليون دولار وكأنه ساحر.
ربما أصبح اعتبار ترامب هذا الارتفاع في البورصة كيداً مرتداً عليه الآن حيث كتب جي كارني، مستشار الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، قائلاً يوم الاثنين على حسابه في موقع تويتر: "إذا نسبت الارتفاع لك فإن السقوط منك أيضاً".
إضافة إلى ذلك، فإن سوق الأسهم ليس على أية حال مرادفاً لحالة السوق، حسب ما رأى كارني، ما جعل الحكومة السابقة لا تتفاخر بأسواق الأسهم.
ولكن نبرة البيت الأبيض كانت موضوعية بشكل مفاجئ وغير معتاد، وأكد أن سياسة الرئيس تركز بالدرجة الأولى على البيانات الاقتصادية الأساسية بعيدة المدى: "التي لا تزال قوية بشكل غير معتاد"، حسب ما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز.
وآثر ترامب نفسه كظم التفاخر بتأثير سياسته على أسواق المال، آثر ذلك بشكل تام هذه المرة، ولم يتطرق في خطبته في أوهايو سوى عن الضرائب وترك أنصاره يتحدثون عما ينون فعله بمدخراتهم التي كانت بفضله.
مخاوف
بل إن ترامب ربما كان مسؤولاً عن هذا التصحيح في أسعار الأسهم أكثر من مسؤوليته عن ارتفاعها.
إن أحد أسباب الخوف من تزايد التضخم وسرعة ارتفاع الفائدة البنكية، هو الإصلاحات الضريبية التي اعتمدها ترامب، والتي أراد بها زيادة تحفيز الاقتصاد، في وقت تزايدت فيه أعداد العاملين وازدهر النمو الاقتصادي.
وحرص ترامب أخيراً على أن يكون الدولار قوياً وأراد تحقيق ذلك أيضاً من خلال تزايد الفائدة البنكية، الأمر الذي ربما أصبح تحدياً لجيروم باول، رجل ترامب الجديد على رأس البنك المركزي الأمريكي الذي تسلم عمله الإثنين من جانيت يلين التي كانت تعرف بحذرها المفرط "وربما لم يتصور باول أن عمله سيكون على هذا النحو"، حسب ما رأى الخبير ايرلام.
وقال ترامب إن أرباح البورصة بلغت8 تريليون دولار في السنة الأولى من حكمه، وأن جميع الأمريكيين استفادوا من ذلك.
ولكن، سرعان ما كان الاستيقاظ المفزع أمس الإثنين، فشهدت سوق الأسهم الأمريكية هبوطاً حاداً جذب معه البورصات العالمية لأسفل.
فهل يعني ذلك نهاية سباق ترامب؟ الساعة الآن الثالثة عصراً بالتوقيت المحلي في نيويورك، وتسود حالة طوارئ في بورصة وول ستريت، خسر مؤشر داو جونز الأمريكي أكثر من 800 نقطة في 15 دقيقة فقط، ثم فقد نحو 1600 نقطة في ذروة انهياره، وهي خسارة لم يتكبدها في يوم واحد من قبل.
وفي نهاية اليوم، كانت الخسارة أقل نسبياً، فأغلق مؤشر داو بخسارة نحو 1100 نقطة ما يعني تراجعاً بـ 4.6%.
وكانت آخر مرة يحدث فيها مثل هذا التدهور المفاجئ في 2011 "فما حدث اليوم يمكن أن يوصف بأنه انهيار"، حسب الخبير توماس ألتمان من شركة "كيو سي" للاستثمارات.
خسائر البورصات العالمية
طال الغضب البورصات العالمية أيضاً، ففي اليابان تراجع مؤشر نيكي لأكبر 225 شركة بنحو ألف نقطة في أول 15 دقيقة من التعامل.
وفي الصين أيضاً وهونغ كونغ وأستراليا كانت هناك خسائر واضحة.
ولا يزال المستثمرون الألمان هادئين نسبياً، وظل مؤشر داكس بمعزل عن حاجز ما دون 12 ألف نقطة.
وتراجع المؤشر وقت الظهر بـ 1.60% ليصبح 12484 نقطة.
ولا يزال التجار والمحللون يجدون صعوبة لمعرفة أسباب هذا الانهيار في الولايات المتحدة على وجه الدقة: "حيث لا يزال الكثير من المستثمرين في ذعر تام"، حسب ألتمان، الذي أضاف: "السبب في ذلك هو مزيج من أسعار مبالغ فيها سابقاً في أمريكا وتحمس مفرط ثم ارتفاع مفاجئ في الفائدة"، حسب تفسير دانيل سورينز من مكتب فاينجولد لأبحاث سوق المال.
ومقارنةً مع انهيار البورصة عام 1987 الذي عُرف باسم "الإثنين الأسود" تحدث سورينز عن "اثنين رمادي".
وكان تقرير سوق العمل الأمريكي يوم الجمعة، كسر معنويات المستثمرين بالفعل.
وكان تباطؤ النمو في الأجور رغم الازدهار الاقتصادي أكثر مما كان متوقعاً وهو ما كان جميلاً للأمريكيين من ناحية، ولكنه ربما حرك التضخم من ناحية أخرى، الأمر الذي ربما أجبر البنك المركزي الأمريكي على زيادة الفائدة الرئيسية بنسبة أكثر مما كان يخطط لها، وذلك لكبح ارتفاع الأسعار.
وعلى الجانب الآخر، فإن ارتفاع الفائدة لا يعجب المستثمرين، حيث إن هذه الفائدة تزيد سعر المال والقروض البنكية ما يؤدي لتثبيط النمو الاقتصادي.
ولكن هل يصلح هذا "الخوف من الفائدة البنكية" وحده لتفسير للانهيار؟
أسئلة وتفسيرات
يجيب كريغ ايرلام من شركة أواندا للاستثمار في الأسهم عن هذا السؤال قائلاً: "هناك بالطبع الكثير من الأسئلة التي تطرح مرة أخرى عن التجارة الذاتية عند التحدث عن هذا الانهيار".
أصبح جزء كبير من أسواق المال يوجه من خلال برامج حاسوبية ما يعني أن التجارة تجري بشكل ذاتي.
فعندما تتجاوز بعض الأسهم حاجزاً معيناً من السعر فإن برامج "التداول الخوارزمي" تتخلى عن أسهم أخرى في السوق ما يزيد في تدني أسعار الأسهم.
ويعتقد ايرلام أن الظاهرة التي يطلق عليها تعبير "الانهيار المفاجئ" حدثت هذه المرة أيضاً.
فهل انتهى تصحيح أسعار الأسهم بهذا السقوط القصير؟ يفضل خبراء أسواق المال التحفظ في الرد على هذا السؤال.
ورجح وين ثين من مؤسسة براون برازرس للاستثمارات، أن يستمر التأهب في الأسواق، ولكن من المؤكد الآن أن الرئيس ترامب سيعاني من تفاخره السابق بانتعاش البورصة، وهو الذي كان يعتبر دائماً الارتفاع في أسعار الأسهم إنجازاً شخصياً له، واعتبر أداء البورصة مقياساً لإنجازاته السياسية واعتبر الأسعار في البورصة هي استطلاعات الرأي الحقيقية عن أدائه وقال: "ها أنتم أولاء ترون ما يحدث مع أسواق الأسهم، الناس يدركون ما نفعله".
وبالفعل يُمكن لمن يفهم أن الاقتصاد لا يعني فقط الحانة المجاورة له ويستطيع العد على ثلاثة أصابع أن رئيساً لم يمكث في منصبه سوى عام واحد لا يمكن أن يكون وراء هذه القفزات.
الإصلاح الضريبي
ولا يمكن للإصلاح الضريبي الذي لم يمر على اعتماده سوى بضعة أسابيع، أن يكون سبب ارتفاع أسعار الشركات الأمريكية بـ 8 تريليون دولار وكأنه ساحر.
ربما أصبح اعتبار ترامب هذا الارتفاع في البورصة كيداً مرتداً عليه الآن حيث كتب جي كارني، مستشار الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، قائلاً يوم الاثنين على حسابه في موقع تويتر: "إذا نسبت الارتفاع لك فإن السقوط منك أيضاً".
إضافة إلى ذلك، فإن سوق الأسهم ليس على أية حال مرادفاً لحالة السوق، حسب ما رأى كارني، ما جعل الحكومة السابقة لا تتفاخر بأسواق الأسهم.
ولكن نبرة البيت الأبيض كانت موضوعية بشكل مفاجئ وغير معتاد، وأكد أن سياسة الرئيس تركز بالدرجة الأولى على البيانات الاقتصادية الأساسية بعيدة المدى: "التي لا تزال قوية بشكل غير معتاد"، حسب ما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز.
وآثر ترامب نفسه كظم التفاخر بتأثير سياسته على أسواق المال، آثر ذلك بشكل تام هذه المرة، ولم يتطرق في خطبته في أوهايو سوى عن الضرائب وترك أنصاره يتحدثون عما ينون فعله بمدخراتهم التي كانت بفضله.
مخاوف
بل إن ترامب ربما كان مسؤولاً عن هذا التصحيح في أسعار الأسهم أكثر من مسؤوليته عن ارتفاعها.
إن أحد أسباب الخوف من تزايد التضخم وسرعة ارتفاع الفائدة البنكية، هو الإصلاحات الضريبية التي اعتمدها ترامب، والتي أراد بها زيادة تحفيز الاقتصاد، في وقت تزايدت فيه أعداد العاملين وازدهر النمو الاقتصادي.
وحرص ترامب أخيراً على أن يكون الدولار قوياً وأراد تحقيق ذلك أيضاً من خلال تزايد الفائدة البنكية، الأمر الذي ربما أصبح تحدياً لجيروم باول، رجل ترامب الجديد على رأس البنك المركزي الأمريكي الذي تسلم عمله الإثنين من جانيت يلين التي كانت تعرف بحذرها المفرط "وربما لم يتصور باول أن عمله سيكون على هذا النحو"، حسب ما رأى الخبير ايرلام.