مآسي أطفال اليمن.. حياة بائسة فخَّخها الإرهاب الحوثي

الجمعة 10 يوليو 2020 13:13:17
testus -US

منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، ارتكب هذا الفصيل الإرهابي العديد من الجرائم والانتهاكات التي أسالت دماء الأطفال.

ففي جريمة غادرة، أنهى قناص بمليشيا الحوثي الإرهابية، حياة طفل (10 أعوام) في شارع الخمسين، شرق مدينة الحديدة.

مصدر طبي في مستشفى الدريهمي، كشف عن استشهاد الطفل مراد عبدالقدوي سعدان البالغ، بعيار قناص حوثي أصابه في منطقة الظهر وخرج من تحت القلب.

تُضاف هذه الجريمة إلى سلسلة طويلة من الاعتداءات التي مارستها المليشيات الحوثية الموالية لإيران على مدار سنوات حربها العبثية، الأمر الذي كبَّد الأطفال كلفةً باهظة.

لا يقتصر الإرهاب الحوثي على إسالة الدماء، لكن الأطفال الذين يقطنون المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات يواجهون حياة قاسية للغاية.

وتوثِّق العديد من التقارير الدولية الحالة المأساوية التي يعشيها الأطفال بسبب الحرب الغاشمة التي تشنها المليشيات الموالية لإيران، ولم ينجُ منها أحد.

رقميًّا، كشفت وثيقة الاحتياجات الإنسانية التي أعدتها المنسقية الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا"، في وقتٍ سابق، أنّ نحو مليوني طفل و1,5 مليون امرأة حامل أو مرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد، كما تواجه حاليًّا 127 مديرية من أصل 333 مديريةً مخاطر متزايدة بالانزلاق إلى المجاعة تصل إلى أكثر من 60٪ من عدد السكان.

ومع ارتفاع سوء التغذية الحاد، تزداد مخاطر تعرض الأطفال للوفاة، كما يؤثر ذلك سلباً على نمو الأطفال وقدراتهم العقلية وبالتالي يسبب انخفاض إنتاجيتهم عند دخولهم سوق العمل في المستقبل، ولذلك بات سوء التغذية خطرًا محدقًا بحياة الأطفال اليمنيين.

وتكشف تقارير أممية أيضًا، أنّ ثلاثة من كل خمسة أطفال بعمر يتراوح بين 5 إلى 69 شهرًا سيعانون من سوء التغذية الحاد في العام الجاري، بينما 2,5 مليون امرأة حامل ومرضعة ومسؤولات عن رعاية أطفال دون الثانية من العمر يحتجن إلى استشارات ونصائح حول أساليب الطعام وتغذية المواليد وصغار السن بعمر يوم إلى 23 شهرًا.

كما أنّ هناك 1,8 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "المعتدل"، و500 ألف طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "الوخيم"، و1,5 مليون طفل دون الثانية من العمر يحتاجون إلى مكملات غذائية دقيقة، كما أنَّ عشرة ملايين امرأة مرضعة وحامل يعانين من سوء التغذية الحاد و5 ملايين طفل دون سن الخامسة بحاجة إلى مكملات فيتامين (أ).

ومنذ إشعال المليشيات الحوثية حربها العبثية، تتزايد حالات النزوح هربا من جحيم الحرب، إلا أن غالبية الأسر النازحة لا تجد بابا للرزق سوى أن يعمل أبناؤهم حتى يوفروا ولو القليل من قوت يومهم.

وسبق أن كشفت تقارير حقوقية أنّ هناك أكثر من مليوني طفل "يعلمون" جرّاء الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي منذ صيف 2014، كما حُرم أكثر من 4.5 مليون طفل من التعليم.

ورغم أنّ ظاهرة عمالة الأطفال ليست قضية جديدة بالنسبة لأغلب الدول العربية، ومن بينها اليمن، إلا أنّها تضاعفت بشكل ملحوظ جرّاء انتهاكات المليشيات الحوثية، حيث لا تخلو أغلب المتاجر والمحال من عاملين في أعمار تتراوح بين العاشرة والـخامسة عشرة، وكذلك بالنسبة للبيع المتجول في الأرصفة والتقاطعات الرئيسية، التي تزدحم بالبائعين من الأطفال، وتختلف الظروف بالنسبة لأولئك الذين يجدون فرصاً للعمل لدى أقرباء تأمن عليهم أسرهم، بعض الشيء، وبين من لا يجدون غير الرصيف وأوساط الغرباء.