معسكرات الإرهاب خطر يهدد الإقليم وليس الجنوب فقط

الجمعة 10 يوليو 2020 19:00:00
testus -US

رأي المشهد العربي

أقدمتا قطر وتركيا على دعم وتمويل إنشاء معسكرات لتدريب الإرهابيين في محافظتي تعز وشبوة وهي المعسكرات التي يجري توظيفها حاليًا لارتكاب جرائم يومية بحق المواطنين الأبرياء في محافظات الجنوب، غير أن خطر هذه المعسكرات لن يكون قاصرًا على الجنوب فقط، بل أن نتائجها قد تمتد لتشمل دول المنطقة العربية.

يبدو من الواضح أن الدولتين الراعيتين للإرهاب تسعيان إلى تكرار تجربة تدشين معسكرات لتدريب الإرهابيين في سوريا داخل اليمن لكنهما لا تدركان أن الوضع في الجنوب مختلف لأن هناك روح وطنية جنوبية إلى جانب القوات المسلحة الجنوبية لديها القدرة على صد أي اعتداءات إرهابية من قبل هذه العناصر التي تقوم حاليًا باستهداف المدنيين لإدراكها بأنها لن تكون قادرة على المواجهة العسكرية.

شهدت الأيام الماضية جملة من الجرائم التي برهنت على أنه تم تخريج بعض العناصر الإرهابية التي تلقت تدريباتها داخل هذه المعسكرات بمحافظتي شبوة وتعز، فالأولى شهدت إطلاق حملة بربرية في مديرية ميفعة عبر اختطاف عشرات المواطنين الأبرياء والاعتداء على آخرين، وفي تعز تحاول هذه المليشيات التصعيد العسكري ضد قوات اللواء مدرع 35، وفتح جبهة جديدة مع الجنوب تنطلق من المحافظة الواقعة تحت سيطرة مليشيات الإخوان.

خطورة معسكرات تدريب الإرهابيين الحقيقية أنها تفرز أجيال جديدة من الإرهابيين في مقابل مادي لتتحول العمليات الإرهابية إلى مجرد مهنة يمتهنها ملايين الشباب الذين لم يجدوا فرص عمل لهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة واستمرار الحروب لسنوات طويلة ليس في اليمن فقط ولكن في عدد من الدول العربية التي تعاني اقتصاديًا منذ اندلاع ما يسمى بثورات الربيع العربي في العام 2011.

من المؤكد أن تدشين معسكرات لتدريب الإرهابيين في تعز وشبوة قابلًا للتكرار في دول عربية أخرى، وبالتالي فإن وأد هذه التجربة في مهدها وإفشال استمرار هذه المعسكرات لابد أن يكون هدفًا عربيًا بما يحبط خطط المؤامرات التركية التي تحاول التمدد في المنطقة العربية من خلال المليشيات والمرتزقة كما هو الحال في ليبيا، وهو ما يضع المسؤولية على عاتق التحالف العربي الذي سيكون عليه تدمير هذه المعسكرات باعتبارها أهداف إرهابية مشروع استهدافها.

يحاول محور الشر من وراء هذه المعسكرات تخريج دفعات جديدة من الإرهابيين أشد عداوة للتحالف العربي والدول العربية التي تواجه الإرهاب بشكل عام على أن يكون الولاء أولًا وأخيرًا لقطر وتركيا ومن خلفهما مليشيات الإخوان الإرهابية، وبالتالي فإنه ليس مستغربًا أن تستعر الحملات الإرهابية في شبوة خلال الأيام القادمة ضد المدنيين العزل.

يبدو من الواضح أن جرائم اختطاف المدنيين في مناطق واقعة تحت سيطر مليشيات الإخوان ما هو إلا تدريب حي للعناصر الإرهابية التابعة لهذه المعسكرات على ارتكاب جرائم بحق المدنيين في مناطق عديدة قد لا تتوفر فيها حماية مليشيات الإخوان، غير أنها ستحاول خلق بيئة فوضوية تفسح المجال أمام توغل العناصر الإخوانية.