إقالة العكيمي.. هل بدأت محاسبة الإصلاح على صفحته السوداء؟
بعد فترات طويلة من الخيانات والتآمر، يبدو أنّ قيادات حزب الإصلاح الإخواني ينالون الآن جزاء خياناتهم التي طعنت التحالف العربي.
الحديث عن توجيهات صدرت من قيادة قوات التحالف العربي بإقالة القيادي الإخواني أمين العكيمي محافظ الجوف من قيادة محور المحافظة، على خلفية ثبوت فشله وفساده وتورطه في سقوط المحافظة بيد مليشيا الحوثي.
مزيدٌ من التفاصيل كشفتها مصادر "المشهد العربي"، قائلة إنَّ قيادة التحالف وجّهت بتسليم قيادة المحور للعميد هيكل حنتف قائد اللواء الأول حرس حدود.
وأضافت المصادر أنّ قيادات عسكرية من التحالف العربي والمنطقة العسكرية الخامسة وصلت إلى مدينة مأرب لترتيب إجراءات التسليم والاستلام.
المصادر أرجعت استبعاد العكيمي من قيادة محور الجوف إلى إثبات جميع التحقيقات سوء قيادة المحور، وتورطه في وقائع فساد والقوات الوهمية وحرمان المقاتلين من حقوقهم والارتجالية في القرارات العسكرية وإدارة المعارك، مؤكدة أنها كانت السبب الحاسم في سقوط محافظة الجوف بيد مليشيا الحوثي.
وفي مارس الماضي، سيطرت المليشيات الحوثية على محافظة الجوف، وتحديدًا مديرية الغيل ومديرية الحزم، وذلك بعد خذلان مفضوح مارسته حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني، والدور الخبيث الذي لعبه العكيمي في هذا الإطار.
إقدام الإخوان على تسليم الجبهات للحوثيين أمرٌ غير مستغرب، فالمليشيات التابعة لحكومة الشرعية دأبت على تسليم المواقع الاستراتيجية للحوثيين وتجميد جبهات أخرى مع المليشيات، على النحو الذي عرقل جهود التحالف نحو حسم الحرب.
وتسليم الجبهات هو جزءٌ من مؤامرة خبيثة تنفذها حكومة الشرعية ضد التحالف العربي على الرغم من الدعم الهائل الذي قدّمه لها التحالف طوال السنوات الماضية، حيث ردّت الحكومة على هذا الدعم بالتآمر المفضوح مع الحوثيين.
مؤامرة "الإصلاح" لم تتوقف عند هذا الحد، فالحزب الإخواني في محافظة مأرب رفض تحقيق لجنة برلمانية في سقوط محافظة الجوف وجبهة نهم في يد مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران.
وفي نهاية يونيو الماضي، كشفت مصادر "المشهد العربي" عن أنَّ مليشيا الإخوان الإرهابية الموالية لحزب الإصلاح في مأرب، حذرت من قدوم اللجان التي شكلها سلطان البركاني إلى مأرب.
وبحسب المصادر، فإنّ تشكيل لجان التحقيق بحد ذاته اتهام لقيادات عسكرية موالية للإخوان، ومحافظ الجوف الإخواني أمين العكيمي بتسليم نهم والجوف لمليشيا الحوثي.
الحزب الإخواني برر رفضه التحقيق بدعوى أن القوات حاليًّا في حالة حرب مع مليشيا الحوثي، وأن فتح هذه الملفات غير مقبول حاليا، كما شكك في نزاهة اللجنة والتحقيق.
ويمكن القول إنّ موقف حزب الإصلاح في مأرب من التحقيق، يكشف مخاوفه من إيضاح الحقائق، ويؤكد الاتهامات الموجهة لمليشيات الإخوان التابعة لحكومة الشرعية بتسليم الجبهات لمليشيا الحوثي.
خيانة "الإصلاح" تبرهن على أنّ الحزب الإخواني يعادي التحالف العربي، ويعمل وفقًا لأجندة قطرية - تركية، تعمل على تقوية النفوذ الإخواني والحوثي؛ بهدف تفكيك التحالف وإفشال جهوده في محاربة الإرهاب في اليمن.
ويؤكّد محللون أنّه أصبح من الضروري استئصال نفوذ حزب الإصلاح من حكومة الشرعية، باعتبار أنّ بقاءه سيظل حجر عثرة أمام المشروع القومي العربي المتمثل في محاربة الإرهاب الحوثي - الإيراني.