ضعف التجنيد.. رصاصةٌ أصابت الحوثيين في مقتل
ضربات عديدة تلقّتها المليشيات الحوثية الموالية لإيران، طوال الفترة الماضية، لعل من أهمها وأبرزها ضعف التجنيد الذي يمكن القول إنّه يضرب أجندة المليشيات في مقتل.
ففي التفاصيل، حذّرت مليشيا الحوثي في تعليمات جديدة، أصدرتها لقياداتها ومشرفيها، من ضعف عمليات تجنيد المُقاتلين في صفوفها.
مصادر "المشهد العربي" قالت إنَّ مكتب زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي طالب القيادات والمُشرفين بتكثيف الجهود؛ لاستقطاب مُقاتلين جدد، وحذر من التهاون والتقصير في هذا الجانب.
وأضافت أنّ تعليمات زعيم المليشيا حذرت أيضًا من تراجع الإقبال على التجنيد وخطورة ذلك على تحركاتهم، ملوحًا بتقصير القيادات والمُشرفين خصوصًا العاملين في صنعاء.
التعليمات طالبت أيضًا باستغلال الكثافة السكانية بصنعاء في استقطاب مُقاتلين، وفق المصادر التي أشارت إلى أنّ هناك اتهامًا بوقوف ضعف جهود القيادات والمشرفين وراء تراجع التجنيد.
الضعف الكبير الذي لوحظ في حملات التجنيد الإجباري والقسري يمكن القول إنّه يضر كثيرًا بالأجندة المشبوهة والخطط الخبيثة التي تسير وفقًا لها المليشيات الحوثية.
وطوال الفترة الماضية، دأبت المليشيات الموالية لإيران على الزج بالمدنيين في جبهات القتال في إرهاب غاشم، لم يسلم منه الأطفال.
وتتخذ المليشيات كثيرًا من الخطوات من أجل تجنيد المدنيين قسرًا، فقبل أيام وبعدما أقرّت المليشيات لائحة عنصرية لقانون الزكاة، بنصوص صريحة تعطى لـ" الهاشميين " خمس الأموال المحصلة باسم الزكاة، حاولت إعلان مشروع في ظاهره دمج فئة المهمشين وفق إعلان زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، يحمل في طياته خططا لاستقطاب أكبر عدد ممكن من هذه الشريحة إلى صفوف مقاتليهم في الجبهات.
خبث نوايا الحوثي افتضح أمره سريعًا، فالاجتماعات التي عقدت في صنعاء تحت شعار دمج من يسموهم "أحفاد بلال" في المجتمع لا يشارك فيها أي من ممثلي هذه الفئة، وتبيّن أنّ هذه الاجتماعات لا تبحث تقديم خدمات ومساعدات لهذه الفئة، وإنما عقد دورات طائفية لهم، وفعاليات لحث المهمشين على الانخراط في القتال إلى جانب المليشيا الحوثية واستغلال شباب هذه الفئة في القتال.
وضمن الخطة المشبوهة ذاتها، بدأت لجان مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، إجراء عمليات حصر في مناطق تجمعات شريحة المهمشين في صنعاء ومناطق سيطرتها، لاستقطاب الشباب للقتال بصفوفهم وتشكيل كتائب منهم بدعوى دمجهم.
ودأبت المليشيات الحوثية منذ أن أشعلت حربها العبثية في صيف 2014، على تجنيد المدنيين والزج بهم في جبهات القتال من أجل تعويض الخسائر العديدة التي تمنى بها في جبهات القتال.
ومؤخرًا، أصدرت مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، تعميما بالتجنيد الإجباري من الحارات والأحياء الواقعة تحت سيطرتها، بهدف سد العجز في صفوفها، على الرغم من دعوات التهدئة ووقف إطلاق النار، لتوحيد الجهود في مواجهة خطر كورونا.
ويمكن القول إنّ التجنيد الإجباري يُمثّل واحدة من الجرائم البشعة التي ارتكبتها المليشيات الحوثية واستهدفت المدنيين بشكل مباشر، وعلى الرغم من التقارير الدولية العديدة التي وثّقت هذه الجرائم فإنّ المجتمع الدولي لم يتخذ إجراءات تردع المليشيات وتوقف هذه الجرائم البشعة التي ترتكبها واستهدفت المدنيين في المقام الأول.