جنوبٌ لن يتخلّى عن استعادة دولته
رأي المشهد العربي
بزخم كبير، تواصل المملكة العربية السعودية جهودها الحثيثة من أجل رأب الصدع وإعادة مسار اتفاق الرياض إلى الطريق الصحيح، وهي جهود لن تنجح من دون إلزام حكومة الشرعية بعدم خرق الاتفاق.
وفيما ترشح الكثير من المعلومات بشأن ما تفضي إليه الجهود السعودية فيما يتعلق بشكل الحكومة الجديدة، فإنّ أي مسار يمكن أن تصبو إليه هذه الجهود لن يزعزع تحرك الجنوب نحو تحقيق حلم الشعب المتمثّل في استعادة الدولة وفك الارتباط.
وحسنًا تفعل القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، وهي تُسيِّر الأوضاع وفقًا لطبيعة مرحلية، تُسمِّي الأمور بمسمياتها، وتضع هدفًا لكل فترة زمنية، فقد كان المسار الأوليّ هو القضاء على المشروع الحوثي الذي يستهدف أمن الجنوب أيضًا.
استراتيجية أخرى يتحرك بها المجلس الانتقالي وهي تأمين الجنوب من المؤامرة الخبيثة التي تستهدف الوطن وتنفّذها المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية، التي تسعى هي الأخرى لاحتلال الجنوب ونهب ثرواته ومصادرة مقدراته.
أمام ذلك، فإنّ أي توافقات قد تسفر عنها الجهود السعودية الرامية إلى رأب الصدع، فإنّها تندرج وفقًا لخطة مرحلية يسير من خلالها الجنوب لكنّ الخطة لا يمكن أن تزعزع ثقة الشعب في تحركه نحو تحقيق الحلم الكبير.
ويثق الجنوبيون في قيادتهم السياسية بعدما حقّقت نجاحات كبيرة طوال الفترة الماضية، لعلها أبرزها وأهمها أنّ قضية الجنوب العادلة أصبحت رقمًا أسياسيًّا في المعادلة، وأنّ الاهتمام بالقضية قد بلغ إطارًا إقليميًّا ودوليًّا، يُعزِّز من قوة القضية وعدالتها.
الجانب الآخر من المشهد يتعلق بالشرعية، فإذا ما ظلّت هذه الحكومة خاضعة للاختراق والهيمنة الإخوانية فإنّ مسار اتفاق الرياض لا يمكن أن يكون هادئًا مستقرًا بأي حالٍ من الأحوال، وذلك لأنّ المليشيات الإخوانية لا يمكن أن تحذف استهداف الجنوب من أجندتها المشبوهة.