الشرعية تحقق أهداف قطر وتركيا بوقف رواتب القوات الجنوبية
سعت الشرعية إلى تحقيق أهداف كل من أنقرة والدوحة الساعيتين للتوغل في الجنوب، وذلك من خلال تعنتها في صرف مرتبات منتسبي القوات المسلحة والأمن الجنوبيين، في خطوة تستهدف إحداث نوع من الفراغ الأمني في الجنوب إلى جانب الضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يخوض مفاوضات صعبة معها في الرياض.
يرى مراقبون أن تعنت الشرعية ما هو إلا رضوخ للمطالبات الإقليمية التي تدفعها باتجاه معاداة الجنوب ومساندة المليشيات الحوثية، لأنها تدرك أن هناك جبهات مفتوحة مع العناصر المدعومة من إيران في الضالع والساحل الغربي، وبالتالي فإنها تقدم يد العون للمليشيات الحوثية ولكن بطريقة غير مباشرة، تحديدا وأنه لا يوجد أسباب منطقية تدفعها للتعنت في صرف الرواتب.
يذهب البعض للتأكيد على أن هيمنة الشرعية على البنك المركزي تدفع باتجاه خلق أزمات مالية في الجنوب بما يؤدي إلى محاولة إرباك المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يحارب في جبهات متعددة من أجل ضمان أمن الجنوب، وأن هذا التعنت ما هو إلا رسالة من الشرعية بأنها لن تسحب قواتها من شبوة وأبين.
تتعامل الشرعية مع رواتب القوات المسلحة الجنوبية باعتبارها من الأوراق الضاغطة على المجلس الانتقالي، بحيث يقدم على اتخاذ خطوة الانسحاب من المفاوضات الجارية حاليا في الرياض وتحميله مسؤولية فشل المفاوضات، غير أنها لا تدرك أن الجنوب لديه أيضا وسائل وتدابير مختلفة قد يدفع بها حال أصرت على موقفها.
واستعرضت قيادة الإدارة الذاتية للجنوب، خلال اجتماعها الاستثنائي، اليوم الاثنين، مع القيادات العسكرية والأمنية الجنوبية، أزمة تعنت حكومة الشرعية، ممثلةً بالبنك المركزي في العاصمة عدن، في عدم صرف مرتبات منتسبي القوات المسلحة والأمن الجنوبيين.
وطالبت الإدارة الذاتية للجنوب، في بيان، حكومة الشرعية بتغليب لغة العقل، وإطلاق المرتبات التي تسلمت إدارة البنك المركزي في العاصمة عدن شيكاتها، وحذرت من اتخاذ ما يلزم من تدابير - انطلاقًا من مسؤوليتها - لحصول أفراد القوات المسلحة والأمن الجنوبية على مرتباتهم.
ولفتت إلى تجاوز الرواتب المتأخرة خلال العام الجاري، حاجز الـ5 أشهر، مؤكدةً أن هذا التعنت يُعد سلوكًا مشينًا وغير إنساني، واستهجنت الإدارة الذاتية تجاهل أبسط حق لهؤلاء الأبطال وهو حق الحصول على الراتب، ودفعهم إلى إقامة خيام للاعتصام أمام بوابة معسكر التحالف.
ومن جانبه أكد رئيس دائرة العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي في أوروبا، أحمد عمر بن فريد، اليوم، أن صرف المرتبات للعسكريين والمدنيين لا علاقة له بالأمور السياسية، ولا يجب أن يوضع كوسيلة ضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي.
وقال في تغريدة عبر "تويتر": "صرف رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين لا علاقة له نهائيًا بالأمور السياسية".
وأضاف: "ولا يجب أن يوضع كوسيلة ضغط على المجلس الانتقالي خاصة وكثير من الجبهات لازالت تشتبك مع الحوثيين كجبهة الضالع والساحل الغربي".
وأوضح: "كثر الضغط يولد الانفجار وجملة الأوضاع لا تحتاج مزيدًا من الضغط على أحد".