التصعيد الحوثي ضد السعودية.. بتمويل إيراني أم قطري؟

الاثنين 13 يوليو 2020 23:08:00
testus -US

ضاعفت المليشيات الحوثية من وتيرة هجماتها على المملكة العربية السعودية خلال الأيام والأسابيع الماضية، من دون أن يكون هناك أي إدانة من قبل قطر لهذا التصعيد في ظل الرفض العالمي والدولي للعمليات الحوثية الإرهابية، وهو ما يثير عشرات الأسئلة حول تمويل الدوحة تلك العمليات بعد أن شهدت الفترة الماضية تقاربًا علنيًا بينها وبين طهران وأنقرة.

تعاني إيران أوضاعا مالية واقتصادية صعبة في تلك الأثناء وهو ما جعلها تقلص من ميزانيات دعمها للميليشيات الإرهابية في العراق وسوريا ولبنان وبالطبع انعكس الأمر على المليشيات الحوثية في اليمن، غير أن ذلك جاء في الوقت الذي ضاعف فيه الحوثي من عمليات الاستهداف التي تزايدت وتيرتها خلال الشهر الماضي، الأمر الذي يبرهن على أن هناك طرفًا خفيًا داعمًا لتلك العمليات حتى وإن جرى تنفيذها بأسلحة إيرانية.

قال المحلل السياسي الدكتور حسين لقور، اليوم، إن مليشيات الحوثي الإرهابية أصبحت في مأزق بعد اشتداد أزمة إيران، وأن الحوثيين سيضطرون إلى مراجعة وضعهم بعد أن دفعت أوضاع سادتهم في طهران إلى استجداء الصين واستعدادهم لإعطاء بكين تسهيلات عسكرية قواعد بحرية وجوية في إيران".

وأضاف: "إيران اليوم نفسها أصبحت تبحث عمن يدافع عنها، بعد اشتداد أزمتها وأزمة عملائها في لبنان والعراق وعدم قدرتها على استمرار دعمهم".

لا تمتلك قطر الأسلحة غير أنها تمتلك المال الذي تغدق به على المليشيات الإرهابية وهو أمر عمدت عليه من أن كشف التحالف العربي خيانتها في العام 2017، وذهبت بعدها إلى تمويل المليشيات الحوثية وغيرها من العناصر الإرهابية داخل اليمن بشكل علني، وهو أمر يستمر حتى الآن وبل ويأخذ أبعادا أخرى في ظل ضعف القدرات المالية لإيران.

دعّم الأمير تميم معاهد ومدارس الحوثي بنحو 50 ألف دولار شهريًّا، كما سلمت المخابرات القطرية عناصر الحوثي 100 جهاز ثريا حتى تكون بمثابة وسيلة التواصل السرية والمعتمدة بين الجانبين حتى لا يتم كشفها ويتلقى عبرها المسلحون الأوامر من عناصر المخابرات القطرية بشكل مستمر ومتواصل.

وأعلنت جمعية " قطر الخيرية" مناقصة لمشروع طباعة الكتاب المدرسي لطلاب اليمن في المحافظات التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي الإرهابية، وذلك بعد أن قامت المليشيا بتحريف المنهج وإضافة مقررات طائفية دخيلة على التعليم باليمن.

واعتبر مراقبون أن مشاركة "قطر الخيرية" في مشروع طباعة المنهج الدراسي المحرف والمصبوغ بالطائفية فإنها "تشارك مليشيا الحوثي في تسميم عقل الطلاب، وتساهم في التعدي على التعليم في اليمن بتضمينه الشعارات والأفكار العقائدية المزيفة التي تؤسس لمزيد من الصراع المذهبي بين أبناء الوطن الواحد".

وخلال التصعيد الحوثي الأخير أعلن العديد من دول العالم موقفها الداعم للمملكة العربية السعودية، وإدانة الإرهاب الإيراني، فيما النظام القطري والنظام التركي المتحالفان مع النظام الإيراني لم يبديا أي موقف واضح، ولم يعلنا أي بيان رسمي، لإدانة إيران، ولم تستنكر قناة "الجزيرة" القطرية الهجوم الإيراني.

واعترضت الدفاعات الجوية للتحالف العربي، فجر اليوم الاثنين، صاروخين بالستيين وست طائرات مسيرة مفخخة، أطلقتها المليشيا الإجرامية باتجاه المملكة.

وأعربت الإمارات، في بيان لوزارة الخارجية والتعاون الدولي، عن تضامنها الكامل مع المملكة، والوقوف معها في صف واحد ضد كل تهديد يطال أمنها واستقرارها، وشددت على دعمها في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.

وقال البيان إن أمن الإمارات العربية المتحدة وأمن المملكة العربية السعودية كلٌّ لا يتجزأ، وأن أي تهديد أو خطر يواجه المملكة تعدّه الإمارات تهديدا لمنظومة الأمن والاستقرار فيها.