الهجوم الحوثي على السعودية بـسلاح الحج.. شيطانٌ يُحرّك المليشيات (قراءة)
يومًا بعد يوم، تبرهن المليشيات الحوثية على أنّها بمثابة ذراع إرهابية تستخدمها إيرانٍ في حربٍ بالوكالة تستهدف المملكة العربية السعودية في المقام الأول.
وفيما دأبت المليشيات على استهداف السعودية بهجمات إرهابية طالت المدنيين طوال الفترات الماضية، فقد بلغ الاستهداف الحوثي للمملكة العمل على مهاجمتها سياسيًّا.
ففي هذا الإطار، أصدرت مليشيا الحوثي تعليمات إلى وسائل إعلامها وقياداتها بتكثيف الهجوم حول قرار السعودية بمنع الحج على القادمين من خارج المملكة في إطار الإجراءات الاحترازية من تفشي فيروس كورونا، وتصوير ذلك بأنه منع للمسلمين من أداء هذه الفريضة.
مصادر "المشهد العربي" كشفت أنّ التعليمات الحوثية شملت خطباء المساجد لتناول هذا الموضوع، بهدف الإساءة إلى السعودية، موضحةً أنّ مزايدة الحوثيين حول هذا الموضوع مكشوفة ومفضوحة، وأنّ المليشيات كانت تهاجم - منذ إشعالها الصراع في أواخر 2014م - كل من يذهب إلى الحج وتحرض عليهم بدعوى دعم السعودية بالأموال التي تستخدم فيما يسمونه "العدوان على اليمن.
ودأبت المليشيات الحوثية عبر منابر المساجد ووسائل إعلامها على مطالبة الراغبين في الحج بإنفاق أموالهم على الفقراء والمساكين بدلا من الذهاب لأداء الفريضة.
هذه الخطة الحوثية الخبيثة تندرج في إطار الاستهداف الدائم من قِبل المليشيات للمملكة، سواء أمنيًّا وعسكريًّا أو حتى سياسيًّا، على النحو الذي يستهدف تشويه صورة المملكة.
التناقض الحوثي فيما يتعلق بالتعامل مع ملف الحج عبر المقارنة بين التوجيهات الحالية وما دأبت عليه طوال الأعوام الماضية يكشف حجم خبث المليشيات، وتنفيذها حملة مسعورة تعادي المملكة بشتى السبل.
المليشيات الحوثية لا يمكن النظر إليها باعتباره طرفًا رئيسيًّا أو أساسيًّا، لكنّها مجرد ذراع تستخدمها إيران كما يحلو لها، ضمن خطة عداء تسعى للنيل من المملكة.
الأمر لا يقتصر على الواقع السياسي، فالمليشيات الحوثية دأبت على تنفيذ هجمات استهدفت الأمن القومي السعودي، عبر اعتداءات تضرّرت منها أعيانٌ مدنية.
ويمكن القول إنّ الدعم الإيراني للحوثيين يمثّل السبب الرئيسي لتمكّن المليشيات من إطالة أمد الحرب اليمنية القائمة منذ صيف 2014، بالإضافة إلى الاستمرار في تهديد أمن المنطقة.
ومؤخرًا، سلّط تقرير أمريكي الضوء على دعم طهران للحوثيين، حيث أكّد معهد "ذي أمريكان إنتربرايز" لأبحاث السياسة الدولية، وجود مستشارين وخبراء من الحرس الثوري الإيراني في محافظة صنعاء.
وقال المعهد إنّ تهديد الحوثيين للأمن البحري وسيادة الشركاء الخليجيين "أمر غير مقبول" بالنسبة للولايات المتحدة، كما هو الحال بالنسبة للوجود الإيراني.
وتحدّث التقرير الأمريكي عن قيام مليشيا الحوثي بالتلاعب بموارد المساعدات الدولية المخصصة لليمنيين اليائسين وحرفها عن الوصول إليهم، ورأى أنَّ التعليق الجزئي للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لبرامجها في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون بالإضافة لضغوط وزارة الخارجية الأمريكية على الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات غير الحكومية الدولية، يمثل خطوة إيجابية.