خزان صافر ولعبة الحوثي الخبيثة.. المليشيات تخدع العالم

الأربعاء 15 يوليو 2020 15:14:35
testus -US

"تمارس المليشيات الحوثية عادتها المعتادة فيما يتعلق بتشكيل تهديد مروّع ومتواصل للأمن الإقليمي برمته".. الحديث عن خزان صافر الذي لا يكاد يمر يوم من دون أن يكشف حجم الخبث الحوثي ومدى الإرهاب الذي تمارسه المليشيات هناك.

المليشيات الحوثية - أمام ضغط دولي كبير - أعلنت موافقتها على صيانة وتفريغ الخزان النفطي العائم "صافر"، قبل الموعد المقرر اليوم لجلسة مجلس الأمن.

لكن مصادر مطلعة كشفت أنّ هذه الموافقة هي مجرد مناورة جديدة للمليشيات الحوثية؛ لتجنب أي عقوبات قد يتخذها مجلس الأمن الدولي.

بعد انقضاء الجلسة، أو دخول فريق الفنيين إلى السفينة، ستتنصل المليشيات من التزامها، كما حدث في اتفاقات السويد بشأن وقف إطلاق النار في الحديدة.

المصادر أوضحت أنّه بعدما يصل الفرق الفني للأمم المتحدة، ويعلن استحالة صيانة الخزان في موقعه، ستعود المليشيات الحوثية إلى رفض سحبه إلى أحد الموانئ القريبة لتفريغه ومن ثم بيعه.


ويوم الأحد الماضي، كشفت مصادر بالأمم المتحدة، عن حصول المنظمة على موافقة الحوثيين، بالصعود إلى ناقلة "صافر" النفطية، وقالت المصادر وفقًا لـ"رويترز"، إنّ موافقة الحوثيين تتضمن صعود فريق تقني من الأمم المتحدة إلى الناقلة.

ويقع خزان صافر في منطقة رأس عيسى قبالة محافظة الحديدة في البحر الأحمر، وهو عبارة عن باخرة عائمة تستخدم لتفريغ النفط الخام القادم من حقول صافر النفطية في محافظة مأرب (170 كيلو مترًا شرق صنعاء).

والسفينة "صافر" عبارة عن خزان ضخم في ميناء رأس عيسى، كان يستقبل النفط الخام من حقول الإنتاج في محافظة مأرب، وبعد الحرب الحوثية توقف ضخ النفط، كما توقف تصدير الكمية المخزّنة، فضلا عن تعطل عملية الصيانة للخزان منذ العام 2015.

وهناك كارثة بيئية تُهدِّد المنطقة والعالم نتيجة تعنت مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، في مواجهة النداءات الدولية التي تحذر من انفجار ناقلة النفط المتهالكة صافر.

وأظهرت صورٌ مسربة تداولها ناشطون، الوضع الكارثي داخل خزان النفط العائم "صافر" الذي يحوي نحو مليون و278 ألف برميل نفط خام، وحجم تآكل الخزان نتيجة عدم صيانته منذ خمس سنوات، وسط مخاوف عالمية واسعة من تسرب أو انفجار وشيك ينذر بكارثة بيئية في البحر الأحمر، يمكن أن تعد الأكبر في العالم.

ويهدّد التسرب بتدفق 138 مليون لتر من النفط، في البحر الأحمر، بالإضافة إلى أنّ الأضرار الكارثية ستتسبب في تفشي الأمراض والأوبئة وإيقاف وصول المساعدات الغذائية، وسيؤدي التسرب كذلك إلى إغلاق موانئ الحديدة، وارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 800%.

أمام كل هذه التهديدات، فإنّ صمت المجتمع الدولي على هذه اللعبة الحوثية الخبيثة يعني تأشيرةً أممية للمليشيات لتمارس مزيدًا من الإرهاب الذي يهدّد أمن الإقليم برمته.

ويؤكّد مراقبون أنّه على المجتمع الدولي أن يمارس سلطاته ويُشكِّل ضغطًا على المليشيات الحوثية، لتتوقّف عن هذا العبث الذي لا يُشكِّل خطرًا على الداخل اليمني، لكنّه يهدّد الإقليم برمته، والملاحة الدولية بأكلمها.