الحوثي يجني ثمار الخيانة الإخوانية.. قراءة في تحركات مأرب

يبدو أنّ المليشيات الحوثية تتجه الآن نحو جني ثمار المؤامرة الإخوانية المفضوحة، فيما يتعلق بما يجري على الأرض في جبهة مأرب.

ففي الساعات الماضية، أقدمت المليشيات الحوثية على الدفع بالمئات من عناصرها باتجاه محافظة مأرب، من أجل بسط الهيمنة عليها بشكل كامل، وذلك بعد أسابيع من مخطط إخواني يرتبط كثيرًا بهذا التحرُّك الحوثي.

وعمل حزب الإصلاح الإخواني في الفترة الماضية، على تسهيل سيطرة المليشيات الحوثية على مأرب، وذلك بتنسيق كامل مع قطر وتركيا، ضمن مؤامرة خبيثة تستهدف التحالف العربي أيضًا.

ومؤخرًا، أبرم حزب الإصلاح الإخواني اتفاقات غير معلنة مع المليشيات الحوثية، قضت بانسحاب عناصر الإخوان دون قتال من أبرز الجبهات العسكرية في "صرواح" وجبل هيلان، ما يسهل الاجتياح الحوثي.

يرتبط ذلك أيضًا بدور مشبوه لعبته قطر في هذا الإطار، حيث قدّمت الدوحة دعمًا ماليًّا وإعلاميًّا كبيرًا للحوثيين، تجلّى في ولاءات إخوانية للمليشيات بشكل منظم طوال الفترة الماضية.

وقبل أسابيع، دفعت المليشيات الحوثية بأكثر من ستة آلاف مقاتل إلى تخوم مأرب، جرى تدريبهم وإعدادهم منذ عدة أشهر وتزويدهم بمختلف أنواع الأسلحة، من قِبل إيران التي قدّمت صواريخ حرارية نوعية من طراز "كورنيت" الحرارية لدى المليشيا الحوثية، ويقال إنّها وصلت من طهران عبر البحر إلى ميناء الحديدة.

هذه المؤامرة مكتملة الأركان تستهدف التحالف بشكل كبير، ويشارك إخوان الشرعية بدور رئيسي فيها، بعدما ارتمى الحزب المخترق لحكومة الشرعية في أحضان محور الشر الذي يضم قطر وإيران وأيضًا تركيا.

أمام هذا الواقع، فقد بات لزامًا على التحالف العربي توخي الحذر كثيرًا في المرحلة المقبلة، والتيقن بأنّ المليشيات الحوثية على أبواب تصعيد ميداني كبير، لم يكن ليحدث من دون تآمر إخواني مفضوح.