تظاهرات لحج.. وعي شعب يروي بذور وطن باحث عن التحرُّر
"الوطن شجرةٌ طيبةٌ لا تنمو إلا في تربة التضحيات وتسقى بالعرق والدم".. هذا القول المأثور بلغ عقول وقلوب الجنوبيين أجمعين في رحلتهم الرامية إلى تحرير الوطن من عصابات تكالبت عليه، نهبت أرضه وثرواته وسلبت إرادته وحريته.
محافظة لحج عبّرت عن ذلك خير تعبير، وذلك عبر مظاهرات شهدتها أمس الخميس، حيث طالب المواطنون في مدينة الحوطة، بتفعيل الإدارة الذاتية للجنوب في المحافظة، وعبّروا عن دعمهم لمواقف قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي في محادثات الرياض.
المتظاهرون أصدروا بيانًا في ختام التظاهرة، شدّدوا خلاله على ضرورة على ضرورة مكافحة الفساد بجميع أشكاله وصوره ومحاسبة الفاسدين في مختلف المؤسسات، وتوريد الإيرادات إلى البنك الأهلي في حساب خاص باسم المحافظة، ودعوا إلى توجيه كافة الإمكانات لتعزيز الوضع الصحي، واتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة الأوبئة والحميات الفيروسية.
وجدد المتظاهرون التأكيد على الشراكة المتينة مع دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في مواجهة المشروع الحوثي الإيراني والمشروع التركي القطري الذي ينفذه حزب الاصلاح الإخواني الإرهابي.
وأعرب البيان، عن تضامن المتظاهرين مع مطالب منتسبي المؤسسة العسكرية والأمنية المعتصمين في العاصمة عدن، مشددين على ضرورة صرف رواتبهم الموقوفة منذ أربعة أشهر، وحذر حكومة الشرعية من استمرار تلاعبها بملف الخدمات في المحافظة، بهدف تعميق الأزمات المعيشية.
وقفة لحج تأتي قبل يومين من مليونية يُنتظر أن تشهدها محافظة حضرموت غدًا السبت بعنوان "المجلس الانتقالي يمثّلنا"، دعمًا للقيادة السياسية على تحركاتها وجهودها في خدمة الوطن وتحقيق تطلعات شعبه.
كل هذه التحركات والوقفات الشعبية تحمل بين طياتها العديد من الدلائل حول الوعي الكبير والتلاحم الهائل الذي يشهده الجنوب، وهو وعي يمكن القول إنّ يقهر المؤامرات التي تُحاك ضد الوطن.
الشعب الجنوب كان على الموعد دائمًا، وتجلّى ذلك في وقفات شعبية جدّدت الولاء للقيادة السياسية ممثلة في المجلس الانتقالي، وبين قوابل شعبية أيضًا تمّ إطلاقها للقوات المسلحة الجنوبية المرابطة في الجبهات.
وشهدت الفترة الماضية، الكثير من القوافل الشعبية التي تمّ إطلاقها من قبل الجنوبيين لدعم القوات المرابطة في الجبهات، وهو ما عبَّر عن وعي كبير يملكه الجنوبيون، في هذه المرحلة الفارقة التي يمر بها الوطن، حيث استعرت المؤامرات المشبوهة التي ينفذها الأعداء ضد الجنوب، لا سيّما المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية والمليشيات الحوثية.
وبرهنت هذه القوافل أنّ القيادة الجنوبية، سياسيًّا وعسكريًّا، تملك حاضنة شعبية تضفي قوةً كبيرةً للجنوب على النحو الذي يقهر المؤامرات.
ويمكن القول إنّ هذه الحاضنة الجنوبية إنّها تصفع محاولات الشرعية للنيل من الجنوب نفسيًّا وبث ادعاءات مفضوحة وكاذبة بأنّ القيادة الجنوبية لا حاضنة شعبية لها، وهو ما نفاه الواقع والوجدان أيضًا.