أزمات النفط المفتعلة.. قراءة في متاجرة الحوثي الرخيصة
يومًا بعد يوم، تبرهن المليشيات الحوثية على أنّها فصيل إرهابي يستهدف ترويع الآمنين وصناعة الأعباء والأزمات الحياتية أمام السكان، عبر إشهار العديد من الأسلحة، وبينها سلاح الوقود.
الفترة الماضية كانت شاهدةً على إشهار المليشيات الحوثية سلاح النفط والوقود عملًا على مضاعفة الأعباء الإنسانية على السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ضمن إرهاب غاشم أجادت المليشيات تنفيذه.
وفي هذا الإطار، أعدّ الحوثيون مخططًا جديدًا، تستخدم فيه المليشيات ما أسمته "الشرق الأوسط" ورقة الإبادة الجماعية في مناطق سيطرتها؛ للتهرب من الاتفاقية الخاصة بتنظيم استيراد الوقود إلى موانئ الحديدة.
وبشكل صريح، لوّحت مليشيا الحوثي بـ"إبادة جماعية" للسكان، من خلال اعتزامها شل جميع الخدمات بما فيها المستشفيات ووسائل النقل والاتصالات، وذلك في إطار سعي المليشيات للمتاجرة الإنسانية بمعاناة السكان في مناطق سيطرتها.
في سياق متصل، ألزمت المليشيات الحوثية شركة النفط الخاضعة لها، بتخصيص أغلب المخزون النفطي من الوقود لسيارات وآليات القتال ولقادتها ومشرفيها.
وفيما شهدت الفترة الماضية تفاقمًا في أزمة المشتقات النفطية الخانقة في صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين، فقد اعترف وزير النفط في حكومة المليشيات "غير المعترف بها" أحمد عبدالله دارس، بافتعال أزمة المشتقات النفطية، ورفض إجراءات الحد منها.
الوزير الحوثي أبلغ عددًا من أعضاء مجلس النواب الموالي للميلشيا في اجتماع عقد الأسبوع الماضي، في صنعاء، بأنّ هناك عشرات القاطرات النفطية المحتجزة على مداخل صنعاء، التي تكفي لإنهاء أزمة المشتقات النفطية.
وتحدّث دارس عن اتفاق مع أصحاب تلك الشحنات النفطية، على فحصها والسماح بتوزيعها على محطات الوقود في صنعاء، غير أن جهات لم يسمها رفضت تطبيق الاتفاق ودخول ناقلات النفط إلى صنعاء.
المليشيات الحوثية تملك سجلًا طويلًا فيما يتعلق بصناعة أزمات المشتقات النفطية، وهي وروقة تستخدمها المليشيات من أجل المزايدة السياسية والإعلامية بالوضع الإنساني، والتحايل على آلية دخول المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة.
وشوهدت على مدار الأيام الماضية، بكثرة طوابير طويلة للسيارات أمام محطات الوقود، وسط اتهامات للحوثيين بإخفاء المشتقات النفطية، حيث كشف مصدر بشركة النفط بصنعاء لـ"المشهد العربي"، أنّ الشركة التي تديرها قيادات حوثية ترفض إنزال كميات كبيرة إلى السوق، وتكتفي بكميات محدودة في بعض محطات الوقود، رغم وجود كميات كبيرة تغطي حاجة المواطنين.
ورغم وصول أربع سفن تحمل مشتقات نفطية وصلت خلال الأيام الماضية إلى ميناء الحديدة، وأن هناك سفنًا أخرى في الطريق إلى ميناء الحديدة، إلا أنّ المليشيات الحوثية تسعى لاستمرار أزمة المشتقات النفطية والمزايدة الإنسانية والإعلامية, بهدف التنصل من الآلية الأممية الحالية التي تقر تحصيل الجمارك الخاصة بالمشتقات النفطية، وتوريدها إلى بند المرتبات في فرع البنك المركزي في الحديدة، وكذلك رفع القيود التي تمكنها من الحصول على النفط الإيراني المجاني.