الحرب الحوثية والأزمة الإنسانية.. حياة يملؤها الوجع
على مدار أكثر من ست سنوات، هي أمد الحرب الحوثية العبثية، استطاعت المليشيات الموالية لإيران صناعة واقع حياتي شديد المأساوية، حتى أصبحت حياة السكان خالية من أدنى مقوماتها.
وتحرص الجهات والمنظمات الدولية على توثيق الحالة الإنسانية في اليمن، الذي يعيش مأساة هي الأشد بشاعة على مستوى العالم أجمع.
وفي أحدث بيانات هذا التوثيق المؤلم، كشفت منظمة أوكسفام الدولية، عن اعتماد نحو 1.5 مليون أسرة باليمن، على المساعدات الغذائية من أجل البقاء، وقالت - اليوم السبت - إنّ اليمن يعاني من أسوأ أزمة إنسانية وأمن غذائي في العالم.
ما أفصحت عنه المنظمة الدولية جزءٌ من نتاج واقع إنساني شديد البشاعة، أفرزته سنوات الألم الست الماضية، وهي أمد الحرب الحوثية حتى الآن، ولا يعرف إلى متى تستمر.
يُضاف هذا التوثيق إلى سلسلة عديدة من الأرقام التي "دغدغت" المشاعر حول الحياة البائسة الناجمة عن الحرب الحوثية، وعلى الرغم من قسوتها لكنّها لم تحرّك المجتمع الدولي، على الأقل حتى الآن، ليُقدِم على اتخاذ إجراءات حاسمة توقف الحرب، وتحمي المدنيين، أو من تبقى منهم.
وتقول تقارير دولية إنّ ما بين 71-78٪ من السكان - بحد أدنى 21 مليون شخص- قد سقطوا تحت خط الفقر، كما تسبّبت الحرب الحوثية في توقف الأنشطة الاقتصادية على نطاق واسع، ما تسبب بنقصان حاد في فرص العمل والدخل لدى السكان في القطاعين الخاص والعام.
وهناك أيضًا ثمانية ملايين شخص فقدوا مصادر رزقهم أو يعيشون في مناطق حيث يتوفر الحد الأدنى من الخدمات إن لم تكن معدومة، وتشهد معدلات البطالة ارتفاعا بصورة مستمرة، كما تسبّبت الحرب الاقتصادية الحوثية في ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، والخدمات الاجتماعية، مما أدى إلى زيادة حالات الفقر وخطر الموت جوعا على ملايين السكان.
هذه الحالة المأساوية، الموثّقة بتقارير دولية، تستلزم تدخلًا من قِبل المجتمع الدولي، أولًا من خلال تكثيف المساعدات الإنسانية للسكان لا سيّما الذين يقطنون المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات، وكذا العمل على إلزام الحوثيين على السير في طريق السلام.