حيدرة: استعادة دولة الجنوب أمر واقع.. وهذه مكاسب مليونية حضرموت (مقابلة)
مليونية المكلا رسالة واضحة وصريحة بأن حضرموت مع الإجماع الجنوبي
فعالية المكلا تفويض شعبي للمجلس الانتقالي الجنوبي والإدارة الذاتية
لم تعد استعادة الدولة حلمًا بل واقعًا نعيشه في عموم الجنوب
المجلس الانتقالي انبثق من الحاضنة الشعبية الجنوبية ولبى نداء أبناء الوطن
في مقابلة مع "المشهد العربي"، عدّد الصحفي الجنوبي جمال حيدرة المكاسب السياسية التي أحدثتها مليونية حضرموت التي شهدتها مديرية المكلا اليوم السبت دعمًا للمجلس الانتقالي الجنوبي وتأييدًا لقرار الإدارة الذاتية.
وقال حيدرة إنّ كل المكاسب السياسية والعسكرية التي تحققت للجنوب منذ دحر مليشيا الحوثي في عام ٢٠١٥ وكذلك خروج طرد الإخوان في عام ٢٠١٩ من عدن ما كانت لتتحقق لولا التحرك الشعبي الذي فوض المجلس الانتقالي وأعطاه كامل الحق في تأمين الجنوب من الإرهاب، وكذلك التفاوض باسمه في كل المشاورات السياسية.
وأضاف أنّ المجلس الانتقالي استفاد من حاضنته الشعبية في اكتساب الوجه الشرعي محليًّا وعربيًّا ودوليًّا كممثل للقضية الجنوبية وحاملًا لكل تطلعات الشعب الجنوبي نحو الاستقلال واستعادة الدولة.
إلى نص الحوار
* كيف تنظرون إلى أهمية مظاهرات حضرموت؟
بكل تأكيد لها أهمية كبيرة على المستوى الداخلي والخارجي، على المستوى الداخلي فإن مليونية المكلا عاصمة محافظة حضرموت هي تعبير حقيقي لإرادة المجتمع الحضرمي المؤيد للمجلس الانتقالي الجنوبي والإدارة الذاتية الجنوبية، والرافض لأي وجود إخواني إرهابي في محافظة حضرموت وباقي المحافظات الجنوبية.
وعلى المستوى الخارجي فهي إثبات واضح ورسالة صريحة للمجتمع الدولي أنّ حضرموت جنوبية ولن تكون خارج الإجماع السياسي الجنوبي الذي يمثله المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي.
* أي دلالات لهذا الالتفاف الشعبي وراء المجلس الانتقالي؟
الدلالة واضحة وعبر عنها بيان الفعالية المليونية الذي أكّد أنّ حضرموت مع ما قام به المجلس الانتقالي في عدن من إعلان الإدارة الذاتية الجنوبية، وطرد جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وكذلك عبر عن دعمه للمسار السياسي والذي يقوده الفريق التفاوضي بالمجلس الانتقالي في السعودية منذ أشهر في سبيل تنفيذ اتفاق الرياض، وأيضًا الفعالية بمثابة تفويض شعبي للإدارة الذاتية وللنخبة الحضرمية التي يعول عليها في قادم الأيام من تجفيف منابع الإرهاب الإخواني في الوادي والصحراء.
* التحركات الشعبية الجنوبية.. كيف تخدم قضية الوطن؟
معلوم أنّ كل المكاسب السياسية والعسكرية التي تحققت للجنوب منذ دحر مليشيا الحوثي في العام ٢٠١٥م وكذلك خروج طرد الإخوان في العام ٢٠١٩ من عدن ما كانت لتتحقق لولا التحرك الشعبي الذي فوض المجلس الانتقالي وأعطاه كامل الحق في تأمين الجنوب من الإرهاب، وكذلك التفاوض باسمه في كل المشاورات السياسية.
الفعاليات الشعبية هي روح ثورة الجنوب السلمية التي انطلقت في العام ٢٠٠٧م من عدن وما نشهده اليوم من انتصارات عسكرية جنوبية إلا امتداد لذلك الزخم الثوري والنضالي الكبير.
بالنسبة لفعالية حضرموت هي كما ذكرت سابقا تفويض شعبي للمجلس الانتقالي ودعم للاستمرار في فرض الإدارة الذاتية الجنوبية في عموم محافظات الجنوب.
* كيف يمكن للانتقالي أن يستفيد من هذه الحاضنة الشعبية؟
في الأساس انبثق المجلس الانتقالي من تلك الحاضنة الشعبية الجنوبية ولبى نداء أبناء الجنوب قاطبة، وما كان له أن ينتصر في الجنوب لولا الحاضنة الشعبية الكببرة التي دعمت كل خطواته في الحرب والسلم، وستظل معه وبجانبه إلى أن يحقق كامل أهداف الثورة التحررية الجنوبية.
وقد استفاد الانتقالي من حاضنته الشعبية في اكتساب الوجه الشرعي محليًّا وعربيًّا ودوليًّا كممثل للقضية الجنوبية وحاملًا لكل تطلعات الشعب الجنوبي نحو الاستقلال واستعادة الدولة.
* أي رسائل تصل للمجتمع الدولي من وراء هذا الدعم؟
الرسالة واضحة وصريحة وكما أسلفت خروج الناس بهذه الأعداد والحشود الكبيرة هي بمثابة تفويض شعبي للمجلس الانتقالي الجنوبي أمام العالم أجمع، كما أنّها تبرق رسالة تذكيرية للمجتمع الدولي على أن الجنوب كان دولة ومن حقه أن يعود إلى وضعه الطبيعي كعضو في كل المنظمات العربية والعالمية، وكشريك حقيقي في مواجهة الإرهاب الإخواني والحوثي.
* هل يمكن أن يؤثر هذا الحراك فيما يتعلق بإجراءات سياسية مستقبلية بخصوص قضية الجنوب؟
بالطبع سوف يؤثر بشكل إيجابي ويُعزِّز موقف الحامل السياسي للقضية الجنوبية وممثلها الشرعي المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يحظى بكل هذا الدعم الشعبي، وعلى المجتمع الدولي أن يعيد النظر في مساءلة إشراك الجنوبيين في أي مفاوضات قادمة، على أن يكون المجلس الانتقالي ممثل الجنوب في الحل النهائي للقضية الجنوبية، وهذا الحل بكل تأكيد سيكون تفاوضًا نديًّا بين الشمال والجنوب وبرعاية أممية.
* هل يمكننا القول إنّ حلم استعادة دولة الجنوب اقترب من أن يكون واقعًا؟
أشكرك أولاً على دقة تسميتك للمصطلح، بالفعل هو استعادة دولة الجنوب وليس انفصال كما يزعم البعض على اعتبار أن الشمال أصل والجنوب فرع، متناسيًّا أنّ الجنوب كان دولة أكثر تطورًا ونماء وتحضرًا من الشمال.
بالفعل لم تعد استعادة الدولة حلمًا، بل واقع نعيشه في عدن ولحج وأبين والضالع ويافع وردفان وسقطرى، وتالي الأيام سنعيشه في شبوة وحضرموت والمهرة، وذلك حق من حقوقنا كجنوبيين عشنا نحو ٣٠ عاما كمواطنين من الدرجة الثالثة، محرومين من التعليم ومن الوظيفة ومن الخدمات ومن الثروات، نقاسي مرارة تهميش وإقصاء وإرهاب فكري مارسه ضدنا الإخوان المسلمون وعصابات صنعاء.