مآسي السكان بمناطق الحوثي.. مليشياتٌ تتربح وأجسادٌ تقتل في صمت
يعيش السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، أزمة إنسانية شديدة الفداحة جعلت اليمن يعيش مأساة هي الأشد بشاعة على مستوى العالم.
وفيما دأبت منظمات أممية وهيئات إغاثية على التحذير من هذه المأساة، فقد أصبح هذا البؤس جزءًا من الحياة اليومية للسكان، وقد أكّد شهود عيان من موظفي هذه الهيئات ومراسلي وسائل إعلام أجنبية، أن تلك الكارثة لا تبدو بعيدة عن مناطق أخرى، وأنّ حدوثها بات مسألة وقت.
ويواجه سكان عدد من المناطق الخاضعة للحوثي، وفق صحيفة العرب، الجوع بعد نفاد مخزونهم الضئيل من الطعام، وعدم تجدّد الإمدادات من قبل الجهات المقدّمة للمساعدات بسبب شحّ التمويلات وتعقيدات الوضع الأمني، والمخاوف من وباء كورونا، وندرة الوقود الضروري لعمليات نقل المساعدات خصوصا نحو المناطق النائية والوعرة.
وفي هذا السياق، حذّر برنامج الأغذية العالمي من أنّ الوضع الإنساني باليمن يتدهور بشكل خطير ما قد يدفع السكان نحو الجوع، مؤكّدًا أنّ المساعدات الغذائية الطارئة تعتبر شريان حياة لملايين السكان في اليمن.
البؤس الذي يعيشه ملايين الناس هو جزء من مأساة صنعتها المليشيات الحوثية عملًا على إطالة أمد الحرب، باعتبار أنّ هذا الوضع المعيشي المروّع يحمل الكثير من المكاسب للحوثيين.
وفيما وثّقت العديد من التقارير الحالة الإنسانية البائسة التي يعيشها السكان في مناطق الحوثي، فإنّ سببًا رئيسيًّا من هذا الوضع البائس هو أعمال النهب التي ارتكبتها المليشيات على صعيد واسع.
ومارست المليشيات أعمال نهب موسعة، مكّنتها من تحقيق ثروات ضخمة، بعدما عملت على نهب الموارد، وأجبرت القطاع الخاص على دفع الأموال وقاسمته أرباحه، وأوقفت الإنفاق على الخدمات العامة، ودفع الرواتب.
وتقدِّر التقارير حجم الثروة التي جمعتها المليشيات الحوثية من الموارد ومن القطاع الخاص، والمساعدات الخارجية والمتاجرة بالخدمات واستثمار الأصول والجبايات والتبرعات بنحو 14 مليار دولار، منها تستثمر في الخارج، وأخرى أصول عقارية، وشركات تجارية حلت محل القطاع الخاص التقليدي.
النهب الحوثي المتفاقم أدّى إلى تفشٍ مرعب للفقر في اليمن حسبما توثّق العديد من التقارير الدولية، وهم ما جعل المآسي الإنسانية جزءًا من الحياة اليومية للسكان.