الحوثيون ونقص المياه.. حربٌ حرمت سكانًا من الحياة
يواصل المجتمع الدولي، عبر منظماته المعنية، جهوده الحثيثة من أجل التصدي لأزمة نقص المياه، كأحد منغّصات الحياة بسبب الحرب العبثية الحوثية التي تخطّت عامها السادس.
وفيما يعاني كثيرٌ من السكان للحصول على مياه نظيفة كأحد أدنى مقومات الحياة، فقد أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوتشا"، عن دعمه جهود تشغيل وإعادة تأهيل أنظمة إمدادات المياه والصرف الصحي في اليمن.
وقال بيانٌ صادرٌ عن المكتب الأممي، إنّ هذا الدعم يتزامن مع بدء موسم الأمطار في اليمن، وسط خطر تفشي الكوليرا إلى جانب خطر فيروس كورونا.
هذه الجهود تأتي في محاولة من أجل استئصال الوضع القاتم الذي يعيشه السكان بسبب الحرب المسعورة التي أشعلتها المليشيات الحوثية، والتي يتخللها نقص هائل في المياه.
وتوثّق التقارير الدولية الحالة المأساوية التي يعيشها السكان في ظل نقص المياه المتعمّد من قِبل الحوثيين.
وفي وقتٍ سابق من يوليو الجاري، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" من أنّ 70% من المواطنين يفتقرون حاليًّا إلى الصابون لغسل اليدين والنظافة الشخصية، كما يفتقر 11 مليونًا و200 ألف إلى إمدادات المياه الأساسية التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة.
رقميًّا أيضًا، يواجه نحو 15 مليون شخص مخاطر الإصابة بأمراض قاتلة مثل الكوليرا بسبب انقطاع حاد لإمدادات المياه، وذلك بالتزامن مع أزمات في الوقود يفتعلها الحوثيون بين حينٍ وآخر.
وتقول منظمة "أوكسفام"، إنّ 11 مليون شخص يضطرون للاعتماد على المياه التي توفرها شبكات المياه المحلية، بالإضافة إلى أربعة ملايين شخص آخرين يعتمدون على المياه التي تنقلها الشاحنات، ما أدى إلى خفض استهلاكهم اليومي بشكل كبير منذ ارتفاع أسعار الوقود.
هذه الأرقام توثّق الحالة المأساوية التي يعيشها السكان على أثر الحرب الحوثية التي خلّفت واقعًا شديد البشاعة، وأصبح لا يُطاق بشكل كبير.
وفيما من المستبعد أن تتغير العقيدة الحوثية التي تتعمّد صناعة الأعباء على السكان بشكل يومي، فقد أصبح لزامًا على المجتمع الدولي العمل على شقّين رئيسيين، أحدهما تكثيف الجهود الإغاثية والمساعدات الإنسانية وضمان وصولها إلى المحتاجين إليها، فيما أصبح لزامًا في الشق الآخر العمل على إظهار "عين حمراء" أمام الحوثيين، تردع المليشيات عن العبث بالحياة.