رسالـة للمجلس الانتقالي الجنوبي... مع التحية
صلاح السقلدي
التظاهرة الجماهيرية الحاشدة في حضرموت ينبغي أن تجعل من المجلس الانتقالي الجنوبي أكثر تواضعا وأكثر استعدادا لبناء جسور تواصل مع كل القوى والشخصيات الجنوبية بالداخل والخارج، ويهدم بهذه التظاهرة كل جدار وكل حاجز يحول دون الالتقاء مع كل من لديه رغبة التكاتف والتشاور لطي صفحة الماضي وفتح صفحة القادم.
كما أن لا يقتصر هذا التواصل مع الجنوبيين فقط بل ومع الشمال نخبا وأفرادا على طريق المضي نحو وقف الحرب وتهدئة الجبهات التي تستنزف الجميع دون طائل لتهيئة أرضية حوار وتسوية سياسية صلبة سقفها السماء، تتم باشراف دولي على طاولة مستديرة خالية من شروط مسبقة ومن مكابح مشاريع قديمة صدئة.
نقول هذا لمن يود من الشمال أن يفتح الصدور ويشرع الأيادي بنقاء سريرة وصفاء طوية ويعترف بأن ثمة قضية سياسية وطنية بحجم القضية الجنوبية موجودة على الواقع وبحق أصحابها بحلها حلا منصفا وبأن يطوي الجنوب والشمال زمن الاحتراب والضغائن، أخوة شركاء في العيش والجغرافيا والأمن والاقتصاد، والسعي لترميم دروب الحياة الاجتماعية التي صدعتها قذائف التحريض وألغام الأحقاد من خلال تسوية سياسية عادلة للقضية الجنوبية للأزمة اليمنية لا ضرر منها ولا ضرار على الآخر تشرع فيها أبواب الحلول الخالية من خرافة المرجعيات وخزعبلات الثوابت.
هذا علاوة على حاجة الانتقالي لتعزيز الجبهة السياسية الدبلوماسية التي يبلي فيها بلاءً حسنا مع الاشقاء بالمنطقة والعالم، ويجب تعزيزها أكثر وفق مبدأ الندية وشراكة الحذوة بالحذوة، لا تابع فيها ولا متبوع تحكمها المصالح المتكافئة وتحفظ للجميع استقلاليتهم وامتلاكهم لقراراتهم وسيادتهم. وكذا حال العلاقة مع القوى الكبرى.