الحرب الحوثية والجوع الذي أحدثته.. بشر ضربهم الرمق
يُمثّل الجوع في اليمن، أحد أشد وأبشع الأزمات الإنسانية الناجمة عن الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية منذ صيف 2014.
ودأبت جهات ومنظمات حول العالم على توثيق الحالة المأساوية التي يعيشها ملايين السكان في اليمن، بعدما تعمّدت المليشيات صناعة هذه الأزمات عملًا على إطالة أمد الحرب.
وفي هذا الإطار، جدّد المجلس النرويجي للاجئين، اليوم الأربعاء، التحذير من تفاقم أزمة الغذاء في اليمن مع تفشي جائحة "كورونا".
وشدد المجلس على أن الطعام يُشكل مصدر قلق كبير، لنحو 94% من العائلات، وأعلن توجيه بعض المساعدات الاقتصادية نحو اليمن؛ للمساعدة على تحقيق الاستقرار الاقتصادي، واستمرار المساعدات الإغاثية.
ويمكن القول إنّ المليشيات الحوثية نجحت خلال حربها العبثية، في صناعة أعباء حياتية وأزمة إنسانية شديدة البشاعة، عملًا من هذا الفصيل الإرهابي على إطالة أمد الحرب.
الحرب الحوثية الغاشمة خلّفت سجلًا طويلًا وإرثًا ثقيلًا من الجوعى، الذين يمكن اعتبارهم "موتى على قيد الحياة".
المليشيات الموالية لإيران ارتكبت العديد من الجرائم، قادت إلى تفشٍ مرعب للفقر في اليمن، لا سيّما أنّ الحرب الحوثية دفعت ثلاثة أرباع السكان إلى تحت خط الفقر، وأصبحت الحرب الاقتصادية التي تتبناها منذ سنوات المحرك الرئيسي للاحتياجات الإنسانية.
وبـ"لغة الأرقام"، هناك ما بين 71-78٪ من السكان - بحد أدنى 21 مليون شخص- قد سقطوا تحت خط الفقر في نهاية عام 2019، كما تسبّبت الحرب الحوثية في توقف الأنشطة الاقتصادية على نطاق واسع، ما تسبب بنقصان حاد في فرص العمل والدخل لدى السكان في القطاعين الخاص والعام.
فضلًا عن ذلك، هناك ثمانية ملايين شخص فقدوا مصادر رزقهم أو يعيشون في مناطق حيث يتوفر الحد الأدنى من الخدمات إن لم تكن معدومة، وتشهد معدلات البطالة ارتفاعا بصورة مستمرة، كما تسبّبت الحرب الاقتصادية الحوثية في ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، والخدمات الاجتماعية، مما أدى إلى زيادة حالات الفقر وخطر الموت جوعا على ملايين السكان.
أمام هذه الحالة المأساوية، وفيما حرص المجتمع الدولي على توثيق هذا الوضع المزري فقد أصبح لزامًا على المجتمع الدولي اتخاذ ما يلزم من إجراءات على وجه السرعة توقف الجرائم التي ترتكبها المليشيات.