خلافات وحالة انهيار في صفوف ميليشيات الحوثي الإيرانية
الجيش اليمني يحرر مواقع عدة في جبهات تعز والبيضاء وتخوم صنعاء
تقدمت قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف العربي في جبهات تعز والبيضاء وصنعاء وصعدة ومأرب والساحل الغربي، على وقع معارك خلفت عدداً من القتلى والجرحى في صفوف ميليشيات الحوثي الإيرانية، التي تعيش حالة من الانهيار والخلافات بين قياداتها على خلفية تقدم الجيش باتجاه معقلهم بصعدة وميناء الحديدة.
وتفصيلاً، أكد قائد جبهة مقبنة غرب تعز العقيد حميد الخليدي لـ«الإمارات اليوم»، اقتراب قوات الجيش في المديرية من الالتحام مع جبهات جبل حبشي عند مفرق منطقة البرح الواقعة على الطريق الدولي الرابط بين تعز والمخاء ومنها إلى الحديدة، مشيراً إلى أن الطريق تعد آخر شريان إمداد للميليشيات في جبهات الساحل الغربي لتعز والمناطق الشرقية لمديريات المخاء والخوخة وحيس.
وقال الخليدي إن قوات الجيش تمكنت خلال اليومين الماضيين من تأمين أهم سلسلة جبلية في مقبنة تمتد من جبل حيد الحمام إلى جبل رحنق والودان الواقعة بين تلك الجبال، والتي كانت تتمركز فيها عناصر الميليشيات التي تكبدت خلال المعارك الأخيرة أكثر من 22 قتيلاً وعشرات الجرحى، وتدمير آليات عسكرية إلى جانب اغتنام أسلحة، مؤكداً استكمال تحرير جبل رحنق وتأمينه من قبل الجيش.
وأضاف الخليدي لـ«الإمارات اليوم»، أن مديرية مقبنة تشهد معارك متواصلة مع الميليشيات الانقلابية لأهميتها الجغرافية بالنسبة لمعارك الساحل الغربي المتجهة إلى الحديدة، وأن مناطق الاقشاب والعبدلة وجبل جريدم وعزلة القحيفة وقهبان عزلة اليمن، تشهد مواجهات شبه يومية بين الجانبين على مدى أشهر، فشلت خلالها الميليشيات في تحقيق أي اختراق نتيجة صمود الأبطال رغم استخدامها مختلف أنواع الأسلحة، منها الدبابات وصواريخ الكاتيوشا.
وأشار إلى أن الجيش تمكن من صد هجومين لميليشيات الحوثي على مواقعه في القحيفة باتجاه جبل الحمام غرباً، وقهبان عزلة اليمن جنوباً بعد اشتباكات بمختلف الأسلحة، وتم دحرها باتجاه مواقعهم في أطراف مقبنة من الجهة الشرقية، موضحاً أن السيطرة على جبل رحنق جاء بعد حصار دام ثلاثة أيام، ما أدى إلى انهيار عناصر الميليشيات المتمركزة في الجبل، ومكن الجيش من التقدم والسيطرة عليه، وقتل 15 منهم وإصابة 30 وأسر اثنين وفرار البقية.
وفي شرق المدينة تمكنت وحدات من اللواء 22 ميكا من السيطرة على قرية الجيرات وتلة المروات بجبهة العريش على الأطراف الشرقية لمديرية صبر الموادم، والتحمت جبهتا الصرمين مع جبهة الجيرات، وشكلت جبهة واحدة باتجاه المناطق المتبقية في شرق صبر، والتي تطل مباشرة على الطرق المؤدية إلى دمنة خدير، التي تسعى قوات الجيش من جهات متعددة لتأمينها قبل الانقضاض على الميليشيات المتمركزة في الحوبان شرق المدينة.
وكانت ميليشيات الانقلاب ارتكبت مجزرة جديدة شرق المدينة باستهدافها مركبة مدنية في منطقة الجحملية، أد إلى مقتل طفلة وشاب وإصابة ثلاثة آخرين، كما قصفت حي ثعبات السكني شرق المدينة بالكاتيوشا، ما خلف ثلاثة قتلى منهم طفلة وامرأة، كما أدى قصفها على قرى الصلو المحررة إلى إصابة طفلتين بقرية الحود التي سقط فيها عدد من قذائف الميليشيات العشوائية.
وفي جبهات الساحل الغربي باتجاه الحديدة، واصلت قوات الجيش عمليات التمشيط الواسعة للمناطق الشمالية والشرقية لمديرية حيس باتجاه الجراحي، بمساندة ميدانية من قوات التحالف وطيران الأباتشي، وتمكنت من تأمين سلسلة جبلية مطلة على منطقة الجمعة الواقع في إطارها معسكر الكسيع التدريبي الذي تم تحريره أخيراً.
وأشارت مصادر ميدانية لـ«الإمارات اليوم» إلى أن قوات الجيش المتمركزة شمال حيس تمكنت من صد هجوم واسع للميليشيات من جهة مفرق العدين التابع لمحافظة إب، خلف عشرات القتلى والجرحى، بينهم قياديون إلى جانب أسر أربعة آخرين، فضلاً عن تدمير أطقم عسكرية ودراجات نارية استخدمت في الهجوم، واغتنام عدد من الآليات والدراجات والأسلحة التي خلفتها عناصر الميليشيات بعد فرارها وانكسارها.
وأكدت المصادر قيام وحدات من الجيش والمقاومة التهامية بقيادة حسن دوبلة، بتأمين المناطق المطلة على شمال الجمعة وصولاً إلى مفرق العدين الذي يعد الخطر الوحيد على الجيش لوقوعه في إطار معسكرات الميليشيات في محافظتي إب وذمار.
وفي إب أكدت مصادر محلية أن الميليشيات تعيش حالة من الهلع في المحافظة مع اقتراب قوات الشرعية منها عبر الجهتين الغربية من جهة حيس والجنوبية من جهة الحوبان بتعز، والتي دقت نواقيس الخطر لدى الميليشيات خصوصاً ان جبهات حيس لم تعد تفصلها عن وسط إب إلا 75 كم فقط، الأمر الذي دفع الميليشيات إلى التعجيل بعمليات التجنيد الإجباري، حيث باشرت برفع جاهزية مقاتليها ووحداتها الأمنية والعسكرية في المحافظة تحسباً لأي طارئ.
وفي هذا السياق سيّرت الميليشيات مطلع الأسبوع الجاري مسيرة مسلحة في عدد من شوارع المدينة لعدد من وحداتها ومجنديها الجدد من المجبرين على حمل السلاح، وبحماية أطقم وآليات عسكرية، كما شهدت شوارع المدينة تحرك عدد من سيارات الميليشيات تدعو المواطنين عن طريق مكبرات الصوت إلى دعم جبهاتها بالدعم المالي والبشري.
وتأتي هذه الاستعدادات وسط أنباء عن نية القوات الحكومية المسنودة من التحالف العربي توسيع عملياتها العسكرية لتشمل محافظة إب بهدف تحريرها، وقطع خطوط إمداد الميليشيات الانقلابية نحو عدد من الجبهات العسكرية الأخرى، حيث كثف محافظ إب اللواء عبدالوهاب الوائلي، خلال الأسابيع الماضية، من لقاءاته بالقيادات السياسية والعسكرية، ما يشير إلى قرب عملية تحرير المحافظة.
وكانت مديرية حزم العدين الواقعة إلى الغرب من إب شهدت مواجهات مسلحة بين عناصر الانقلاب على خلفية فرار عناصرهم من جبهات حيس إلى المديرية، وتبادل الاتهامات بالخيانة، الى جانب خلافات على الأموال التي تم جبايتها من تجار وأهالي المديرية بهدف دعم جبهات القتال، فيما تشهد حالة من الانهيار، خلفت قتلى وجرحى في منطقة سوق الربوع، حيث دارت المواجهات المسلحة بين عناصرهم.
وفي البيضاء حررت قوات الجيش مناطق الروضة والفليحة وآل رقاب والخنق ومستشفى أعشار جنوب مديرية ناطع، عقب معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي الإيرانية خلفت قتلى وجرحى من عناصر الميليشيات، بالإضافة إلى اغتنام الجيش كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر وطقم عسكري.
وفي العاصمة اليمنية صنعاء، واصلت قوات الجيش تقدمها صوب نقيل ابن غيلان الاستراتيجي على تخوم مديرية أرحب والمطل مباشرة على مطار صنعاء الدولي، بعد سيطرة قوات الجيش على منطقة الحول وأجزاء من منطقة مسورة التي تفصل الجيش عن النقيل. وأكدت مصادر ميدانية، أن الجيش بات يتمركز في التباب الغربية لقرية الحول في انتظار استكمال تأمين الطريق، وتقدم المدفعية الثقيلة التي سيتم استخدامها في قصف مواقع الميليشيات في نقيل ابن غيلان.
وأشارت المصادر إلى أن الجيش يحقق تقدماً متسارعاً باتجاه مسورة والطريق الرابط بينها وبين نقيل ابن غيلان، وسط حالة من الانهيار والتراجع في صفوف الميليشيات التي فر عناصرها إلى مديرية أرحب ومفرق بني حشيش، والتي بدأت قوات الجيش قصفها بالمدفعية الطويلة من على مشارف مسورة ومنطقة المدارج، فضلاً عن مواقع تمركزها في جبل السلطاء الذي تم تحريره أخيراً، والمطل على الطريق الأسفلتي الرابط بين نهم وأرحب.
وفي مديرية صرواح غرب مأرب والقريبة من ريف العاصمة الجنوبي، واصلت مدفعية الجيش ومقاتلات التحالف دك مواقع الميليشيات في المناطق القريبة من الطريق الرابط بين صرواح وصنعاء، وتركزت عملية القصف على غرب الواغرة في منطقة مخدرة بمديرية صرواح، والتي خلفت سبعة قتلى وعدداً من الجرحى في صفوف الميليشيات.
وفي الجوف قتل 13 من عناصر الميليشيات في هجوم لقوات الجيش على تجمعاتهم في منطقة الخليفين جنوب مديرية خب الشعف، حيث تمكنت خلاله من تطهير وتأمين عدد من المواقع في المنطقة.
وفي الضالع لقي 10 من عناصر الميليشيات مصرعهم وأصيب ثلاثة آخرون في تصدي قوات الجيش لهجوم على مواقعها في منطقة يعيس بمديرية مريس، استخدمت فيه جميع أنواع الأسلحة.