الحرب الحوثية وانعدام الأمن الغذائي.. موتى في سجلات الأحياء
بشكل يومي، تكثر التحذيرات من تردٍ كبير في الأزمة الإنسانية التي يعيشها ملايين السكان على إثر الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية الموالية لإيران.
ويعاني كثيرٌ من السكان من الحصول على غذاء آمن يمكّنهم من البقاء على قيد الحياة، بعدما أدّت الحرب الحوثية إلى تقشي حالة من الفقر والجوع بشكل مرعب للغاية.
وفي هذا الإطار، توقعت منظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، تفاقم أعداد الأشخاص الذين يعانون غياب الأمن الغذائي.
المنظمة قالت في تقرير لها، إنّه من المتوقع أن يزيد العدد من مليونين إلى ثلاثة ملايين و200 ألف شخص خلال ستة أشهر مقبلة.
يُضاف هذا التوثيق إلى سلسلة طويلة من التقارير التي نبّهت إلى تفشي الجوع في اليمن بشكل مرعب للغاية، وهو ما برهن على الوضع الإنساني المتردي للغاية.
ويمكن القول إنّ الجرائم العديدة التي ارتكبتها المليشيات الحوثية تسبّبت في تفشٍ مرعب للفقر في اليمن، بحسب البنك الدولي الذي كشف عن أنّ الحرب الحوثية دفعت ثلاثة أرباع السكان إلى تحت خط الفقر، وأصبحت الحرب الاقتصادية التي تتبناها منذ سنوات المحرك الرئيسي للاحتياجات الإنسانية.
وقدر البنك الدولي أن ما بين 71-78٪ من السكان - بحد أدنى 21 مليون شخص- قد سقطوا تحت خط الفقر في نهاية عام 2019.
وبحسب التقرير، فإنّ الحرب الحوثية تسبّبت في توقف الأنشطة الاقتصادية على نطاق واسع، ما تسبب بنقصان حاد في فرص العمل والدخل لدى السكان في القطاعين الخاص والعام.
كما أنّ هناك ثمانية ملايين شخص فقدوا مصادر رزقهم أو يعيشون في مناطق حيث يتوفر الحد الأدنى من الخدمات إن لم تكن معدومة، وتشهد معدلات البطالة ارتفاعا بصورة مستمرة.
وتسبّبت الحرب الحوثية في ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، والخدمات الاجتماعية، مما أدى إلى زيادة حالات الفقر وخطر الموت جوعا على ملايين السكان.
أمام هذه الحالة الإنسانية المروّعة، فقد أصبح لزامًا على المجتمع الدولي أن يتدخل بشكل أكثر فاعلية من أجل التصدي للمآسي الناجمة عن الحرب الحوثية.
ولعل التدخُّل الدولي المطلوب لا يتعلق فقط بتكثيف العمل الإغاثي وتقديم المساعدات الإنسانية، لكن يتطلب العمل بشكل حاسم أيضًا على وقف الجرائم الحوثية المتعلقة بنهب المساعدات والإغاثات.