أوبئة الحرب الحوثية.. موتٌ غرست بذوره المليشيات

الجمعة 24 يوليو 2020 13:05:01
testus -US

فيما دفع الأطفال كلفةً باهظة بسبب الجرائم المسعورة التي ارتكبتها المليشيات الحوثية على مدار السنوات الماضية، فقد أخذ المجتمع الدولي على عاتقه مسؤولية تقديم أوجه الدعم والإغاثة من أجل مواجهة العبث الناجم عن حرب المليشيات.

وفي الوقت الذي تمكّنت فيه المليشيات الحوثية من غرس بذور بيئة صحية شديدة التردي، تضمنّت تفشيًّا مرعبًا للعديد من الأمراض، فقد عمل منظمات دولية معنية على تكثيف جهودها من أجل تمكين الأطفال على التصدي لهذه الأعباء.

وفي هذا الإطار، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" الانتهاء من تطعيم مليون طفل دون سن الـ15عاما ضد الدفتيريا، وقالت المنظمة - في بيان - إنّ حملة التحصين شملت خمس محافظات حتى الآن.

هذه الجهود تمثّل محاولات من قِبل الأمم المتحدة لإغاثة الأطفال الذين تكبّدوا كلفةً باهظة للغاية على إثر الحرب الحوثية الغاشمة.

ينجم مرض الخناق "الدفتيريا" عن الإصابة بجرثومة تدعى جرثومة الوتدية الخناقية، وهو مرضٌ نادر الحدوث في المجتمعات التي تحرص على تلقيح الأطفال ضد "الدفتيريا"، علمًا بأنّه أكثر شيوعا خلال فصلي الشتاء والربيع، ويظهر فقط عند الإنسان، إذ لم يتم تشخيصه عند الحيوانات، حتى الآن.

و"الدفتيريا" شأنه شأن الأوبئة العديدة التي ساهمت الحرب الحوثية في تفشيها بشكل مروّع للغاية، حيث أفسحت المليشيات المجال أمام التردي الصحي بشكل متعمّد؛ عملًا على تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل عام.

الإرهاب الحوثي الذي يستهدف القطاع الطبي يتضمّن اعتداءات ضد الكوادر الطبية في مناطق خاضعة لسيطرة المليشيات الموالية لإيران، وذلك في وقتٍ يبذل فيه الأطباء جهودًا للتصدي لجائحة كورونا بأبسط الإمكانيات، وقد توفي أكثر من 80 طبيبًا وعاملًا صحيًا منذ منتصف أبريل الماضي بسبب الجائحة.

الأطباء في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، يعيشون أوضاعا قاسية نتيجة توقف رواتبهم، فضلا عن المضايقات التي يتعرضون لها من قبل المليشيات وسلسلة الاعتداءات التي لا تنتهي.

ويشهد اليمن أزمةً صحيةً ربما تكون الأبشع على مستوى العالم، وقد غرست المليشيات الموالية لإيران بذور هذه الحالة من خلال سلسلة طويلة من الجرائم والانتهاكات التي كبّدت المدنيين أثمانًا فادحة.

وتضاعفت الأزمة الصحية في ظل تعرّض المستشفيات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين لاستهداف غادر مارسته عناصر المليشيات ما أسفر عن خروج عدد كبير منها عن الخدمة، بالإضافة إلى أعمال نهب واسعة طالت المعدات الطبية من أجل الاستفادة من بيعها في السوق السوداء.