الأطفال والحوثيون.. صغارٌ نهش سرطان المليشيات أجسادهم
على نحو أكثر من ست سنوات، دفع الأطفال ثمنًا باهظًا بسبب الجرائم العبثية التي ارتكبتها المليشيات الحوثية وخلّفت واقعًا بائسًا للغاية.
وحرصت العديد من المنظمات الدولية على التصدي لهذا الوضع الغاشم عملًا على إنقاذ الأطفال من خذا هذا الإرهاب.
وفي هذا الإطار، أكّد المكتب المحلي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" استمرار حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في 13 محافظة.
وشددت المنظمة في تغريدة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" على أن اللقاح آمن، مشيرة إلى أن الحملة تشمل تزويد الأطفال بمكملات غذائية.
في سياق آخر، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، هذا الأسبوع، انطلاق الحملة الوقائية ضد شلل الأطفال في عدة محافظات.
وأوضحت المنظمة، أنّ الحملة تستهدف أكثر من 1.2 مليون طفل دون سن الـ5 أعوام، وسط إتباع تدابير التباعد الاجتماعي.
تمثّل هذه الجهود محاولةً من قِبل منظمات دولية للعمل على إنقاذ الأطفال من الحالة البشعة التي طالتهم بسبب الحرب المسعورة التي شنّتها المليشيات الحوثية منذ صيف 2014.
ودفع أطفال اليمن كلفةً باهظةً بسبب الجرائم المروّعة التي ارتكبتها المليشيات الحوثية، دون أن يُقدِم المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات عقابية رادعة ضد هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران.
ودأبت المنظمات الدولية على توثيق الحالة الإنسانية البائسة التي يعشيها أطفال اليمن تحت وطأة الحرب الحوثية الغاشمة، التي بلغت أمدًا زمنيًّا أكثر مما يُطاق.
وسبق أن كشفت وثيقة الاحتياجات الإنسانية التي أعدتها المنسقية الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا"، أنّ نحو مليوني طفل و1,5 مليون امرأة حامل أو مرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد، كما تواجه حاليًّا 127 مديرية من أصل 333 مديريةً مخاطر متزايدة بالانزلاق إلى المجاعة تصل إلى أكثر من 60٪ من عدد السكان.
ومع ارتفاع سوء التغذية الحاد، تزداد مخاطر تعرض الأطفال للوفاة، كما يؤثر ذلك سلبا على نمو الأطفال وقدراتهم العقلية وبالتالي يسبب انخفاض إنتاجيتهم عند دخولهم سوق العمل في المستقبل، ولذلك بات سوء التغذية خطرًا محدقًا بحياة الأطفال اليمنيين.
جريمة أخرى اعتاد الحوثيون شنّها تتمثّل في تجنيد الأطفال قسرًا والزج بهم في جبهات الموت، في واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الموالية لإيران التي تملك باعًا طويلة في هذا الإرهاب الغاشم.
وهناك سبعة آلاف طفل مجند في صفوف المليشيات الحوثية، ولا يكاد يخلو أي معسكر أو تجمع أو حشد عسكري للحوثيين من أطفال، حيث يجري استغلالهم بشكل كبير عبر الزج بهم في جبهات ومحارق الموت.
المليشيات الحوثية تعمل على خلق مقاتلين صغار للالتحاق بالمعارك في الميدان وتنتهج أنماطا شتى في هذه المساعي، ويبدأ التجنيد عبر التعبئة الفكرية والدينية التي تتخذ نهجًا صارما ينتهي باقتناع المتلقي وهو عادةً طفل بكل ما يقوله رجال المليشيات وما يريدون تنفيذه عبر هذا الطفل.