الحرب الحوثية والمجاعة الحتمية.. غولٌ يطرق الأبواب
بعدما تخطّت الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية الموالية لإيران عامها السادس، تتوالى التحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية وهو ما يُكبّد المدنيين كلفة إنسانية غاشمة.
ففي تحذير جديد، طالب المكتب المحلي لتنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوتشا"، بتمويل فوري، لتفادي مجاعة حتمية.
وحذر في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، من معاناة 20 مليون مدني من انعدام الأمن الغذائي، وتفشي جائحة فيروس كورونا التاجي.
يُضاف هذا التحذير إلى سلسلة طويلة من التقارير التي نبَّهت إلى تردي الوضع الإنساني في اليمن والذي بلغ حدًا بشعًا للغاية على إثر الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية.
ومنذ أن أشعلت حربها العبثية في صيف 2014، ارتكبت المليشيات الحوثية العديد من الجرائم التي استهدفت المدنيين بشكل مباشر في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها، عملًا على إطالة أمد الحرب عملًا على كسب المزيد من المصالح والنفوذ.
الجرائم الحوثية أدّت إلى تفشٍ مرعب للفقر، وقد دفعت الحرب ثلاثة أرباع السكان إلى تحت خط الفقر، وأصبحت الحرب الاقتصادية التي تتبناها منذ سنوات المحرك الرئيسي للاحتياجات الإنسانية.
بالإضافة إلى ذلك، هناك ما بين 71-78٪ من السكان - بحد أدنى 21 مليون شخص- قد سقطوا تحت خط الفقر في نهاية عام 2019، كما تسبّبت الحرب الحوثية في توقف الأنشطة الاقتصادية على نطاق واسع، ما تسبب بنقصان حاد في فرص العمل والدخل لدى السكان في القطاعين الخاص والعام.
ويعمل الحوثيون على تفاقم هذه المأساة وذلك بسبب قناعة المليشيات بأنّ بقاءها مرهون باستمرار الحرب بوضعها العبثي الراهن، في وقت تسعى فيه المليشيات للحفاظ على المكتسبات التي تحقّقها من استمرار الحرب، وهي تحقيق الثروات الضخمة في وقتٍ يعيش السكان أزمة إنسانية بشعة.
وفي الوقت الذي حرص فيه المجتمع الدولي على توثيق المأساة الإنسانية الناجمة عن الحرب الحوثية، والتي وضعت اليمن كأسوأ بلد للمعيشة على مستوى العالم، إلا أنّ الكثير من الانتقادات توجّه للمنظمات الدولية التي لا تزال تُفسِح المجال أمام الحوثيين للتوسُّع في جرائمهم من خلال صمت هذه الأطراف الدولية.