ممرات الموت.. إيران تصنع إرهاب الحوثيين
في الوقت الذي بلغت فيه الحرب وضعًا وأمدًا تخطّى كل الحدود، فإنّ دولة إيران تتحمّل جانبًا رئيسيًّا من المسؤولية عن تردي الأوضاع الحياتية والمعيشية وذلك بسبب دعمها المليشيات الحوثية.
وعلى مدار السنوات الماضية، قدّمت طهران صنوفًا عديدة من الدعم للمليشيات الحوثية على النحو الذي مكّن "الأخيرة" من إطالة أمد الحرب إلى الآن، وهو ما أدّى إلى أزمة إنسانية هي الأشد بشاعة على مستوى العالم أجمع.
وفي هذا الإطار، أكّدت صحيفة "البلاد" السعودية أنَّ المنطقة العربية تمر حاليًّا بتحديات ومخاطر عديدة، أبرزها المحاولات المستميتة لمليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، لتنفيذ أجندة ملالي طهران في المنطقة.
الصحيفة قالت - اليوم الثلاثاء - إنَّ مواجهة هذه التحديات والمخاطر في اليمن ودول عربية أخرى، تستدعي المزيد من التشاور والتنسيق لتجنيب المنطقة مخاطر الانزلاق في الفوضى، وما يتبع ذلك من مآسٍ وكوارث.
ويمكن القول إنّ الدعم الإيراني الخبيث والمشبوه للحوثيين مكّن المليشيات من إطالة أمد الحرب، والاستمرار في تهديد الأمن الإقليمي وبرمته.
وكثيرًا ما تمكّن التحالف العربي من إحباط عمليات إيرانية لتهريب أسلحة إلى المليشيات الحوثية، على النحو الذي يفكِّك هذا المعسكر الشرير.
وفي هذا الإطار أيضًا، كشف تقريرٌ لمجلة فورين بوليسي الأمريكية العلاقات المشبوهة التي تربط إيران مع حركة الشباب الجهادية الإرهابية التي قتلت آلاف الأبرياء في الصومال، وأكد أنها تتخذ هذه المليشيات الإرهابية المكونة من 14 ألف مقاتل، لتهريب السلاح إلى الحوثيين داخل اليمن عبر ممرات ملغومة، وتمريره إلى أخرى مثل كينيا وتنزانيا وجنوب السودان وموزمبيق وجمهورية إفريقيا الوسطى.
التقرير أوضح أنّ طهران تستخدم الحركة التابعة لتنظيم القاعدة، في مهاجمة الجيش الأمريكي والقوات الأجنبية الأخرى في الصومال والمنطقة، وقالت المعلومات الاستخباراتية إنّ الحركة تعد واحدة من وكلاء الشر الموالين لإيران والمنتشرين في شتى بقاع العالم، أمثال الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان والفصائل الأخرى في العراق وسوريا، حيث تستخدم حكومة الملالي الحوافز المالية وسيلة لتجنيدهم، وتقدم لهم أموالا طائلة لضرب مصالح دول الخليج والولايات المتحدة الأمريكية.
وبات واضحًا أمام مختلف الأطراف أنّ طهران تستخدم الذراع الحوثية من أجل تهديد خصومها في المنطقة، لا سيّما المملكة العربية السعودية، لكنّ هذا الأمر يتضمّن تهديدًا للأمن الإقليمي برمته، بالنظر للإرهاب الخبيث الذي تمارسه المليشيات الحوثية، وهو إرهاب مصبوغ بصبغة إيرانية.
ومن هذا المنطلق، فإذا كان المجتمع الدولي جادًا في محاولة التوصُّل إلى حل سياسي مُلزِم يوقف الحرب اليمنية، فإنّه من الضروري العمل على قطع الطريق أمام التسليح الإيراني للحوثيين، واتخاذ إجراءات تتصدّى لهذا العبث الخبيث.