سرقة الحوثي المليارية.. أموال ضخمة فجّرت صراعات حادة
تعبيرًا عن وجهها المليشياوي، تصاعدت صراعات الأجنحة التي ضربت المليشيات الحوثية، وذلك بسبب التصارع على الأموال، عملًا على تكوين ثروات ضخمة.
ففي أحدث حلقات هذا التصارع الذي لا تلوح في الأفق نهايةٌ له، انفجرت صراعات بين قيادات المليشيات الحوثية بشأن ميزانية ما تسمى مؤسسة الشهداء التابعة للمليشيا والتي تعني برعاية أسر القتلى الحوثيين.
مصادر محلية أطلعت "المشهد العربي" على مزيدٍ من التفاصيل قائلةً إنَّ قيادات المليشيات الحوثية وجّهت لقيادة هذه المؤسسة بسرقة ملياري ريال وتقديم الفتات لأسر قتلاهم، وأنّ رئيس المؤسسة القيادي الحوثي أحمد أحسن جران وحسين القاضي القائم بأعمال المدير التنفيذي للمؤسسة رفضا التحقيق في ميزانية المؤسسة، بشأن ما تحصّل عليه من ميزانية سنوية من حكومة المليشيات غير المعترف بها، وما تحصّل عليه من جبايات وابتزاز للتجار والشركات والتي تصل إلى نحو ملياري ريال.
ووُجِّهت اتهامات لهذه المؤسسة بأنها وزعت فتات خلال رمضان وعيد الفطر وهي في الأصل من المساعدات الغذائية المقدمة من المنظمات الدولية، وكذلك ما تقدمه ما تسمى هيئة الزكاة وجزء مما حصلت عليه من ابتزاز التجار.
وبحسب المصادر، رُفِعت هذه الاتهامات في تقارير إلى زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي تتهم القياديين جران والقاضي باختلاس ملياري ريال وتقديم الفتات لأسر القتلى.
وتتصارع القيادات الحوثية المختلفة على ميزانية هذه المؤسسة للحصول على نصيبها، وليس دفاعا عن أسر القتلى التي تتضور جوعًا، ولايصل إليها سوى فتات في المناسبات، وعادة تكون ضمن المساعدات المقدمة من المنظمات الدولية.
التصارع نحو نهب الأموال كان سببًا في اشتداد حدة الخلافات التي ضربت معسكر الحوثيين من الداخل على نحوٍ يبشر بتفكّك المليشيات داخليًا.
وقبل أيام، شنّ جهاز المخابرات التابع لمليشيا الحوثي، حملة اعتقالات طالت عددًا من عناصر المليشيات ومشرفيها، بعد خلافات على أموال منهوبة من تجار ومواطنين.
ونهبت قيادات حوثية في مربع منطقة الثورة أموالًا وأشياء ثمينة، وأسلحة من مواطنين بواسطة نقاط التفتيش التي كانت تنصبها في الشوارع، وقد اندلعت خلافات كبيرة بين المُشرفين في مديرية الثورة، بعد محاولة أحدهم الاستفراد بمليون ريال سعودي، جرى نهبها من أحد التجار بتهمة تهريب العملة.
الشكاوى التي قدّمها التاجر فجرت الخلافات بين المُشرفين والقيادات الحوثية في مديرية الثورة؛ كونها كشفت عن قيام أحد المشرفين ويدعى "أبو حمزة" بالعمل لصالحه، لتتصاعد الخلافات إلى قيادات نافذة، وفق المصادر التي أشارت إلى أنّ جهاز المخابرات الحوثي شن اعتقالات طالت عددًا من العناصر، كما شن البحث الجنائي التابع للمليشيات اعتقالات ضد فريق آخر.
إقدام المليشيات الحوثية على التصارع من أجل تكوين الثروات الضخمة يأتي بعدما توسّع قادة هذا الفصيل الإرهابي في أعمال النهب الواسعة ضد المدنيين الذين تكبّدوا كلفة إنسانية باهظة بسبب هذه السياسة الحوثية الخبيثة.
وعملت المليشيات الحوثية على نهب الموارد، وأجبرت القطاع الخاص على دفع الأموال وقاسمته أرباحه، وأوقفت الإنفاق على الخدمات العامة، ودفع الرواتب، وهو ما مكنها من جمع ثروة كبيرة على مدار السنوات الماضية.
ويبلغ حجم الثروة التي جمعتها المليشيات الحوثية من الموارد ومن القطاع الخاص، والمساعدات الخارجية والمتاجرة بالخدمات واستثمار الأصول والجبايات والتبرعات نحو 14 مليار دولار، منها تستثمر في الخارج، وأخرى أصول عقارية، وشركات تجارية حلت محل القطاع الخاص التقليدي.
وشكلت الموارد الضريبية، وقطاع الاتصالات، وأرباح تجارة الوقود، وتجارة المخدرات، والمضاربة بالعملة، والمساعدات التي تقدم من منظمات الأمم المتحدة، أهم الموارد لمليشيا الحوثي، والتي صادرتها لحسابها الشخصي.
مليشيا الحوثي خصّصت أيضًا التبرعات والجبايات التي يدفعها السكان بالقوة وتحت التهديد، ومواد الإغاثة لتمويل موازنتها العسكرية، وللاحتفالات التي تنظمها على مدار العام، ونصف راتب كل ستة أشهر لنحو 100 ألف موظف.